22 سبتمبر 2025

تسجيل

اصفرار أوراق الربيع العربي

26 فبراير 2012

أغلب حكامنا العرب هللوا للربيع العربي وأظهروا من خلال إعلامهم الرسمي فرحة غامرة للثورات العربية وهم بالأمس كانوا يهللون للحكام الطغاة الذين ثار الشعب ضدهم بل إنهم كانوا يساندون ويدعمون من فرحوا بخلعه وطرده من الحكم فقد كان أغلب حكامنا حلفاء وأصدقاء ومناصرين للطاغية المخلوع حسني مبارك وكانوا من أشد المؤيدين لسياسة الهارب زين العابدين بن علي ومن أشد المعجبين بالمخلوع الآخر علي عبدالله صالح. ولكن وبعد أن نجح الشعب العربي في الخلاص من أغلب هؤلاء الطغاة وبعد أن تأكد لهؤلاء الحكام أن الشعب العربي لن يتراجع عن ثوراته مهما كلفه ذلك من دماء طاهرة وأن هذا الشعب العربي سيقف بوجه كل من يساند ويدعم أو يدافع عن هؤلاء الطغاة بدأ هؤلاء الحكام يتغنون بالثورات العربية ويطلقون عليها "الربيع العربي". الحكام العرب ليسوا وحدهم من بدأ يتغنى بالربيع العربي فقد اصطف إلى جانبهم أعداء الأمة العربية واضطروا إلى استخدام اصطلاح الربيع العربي في وسائل إعلامهم أيضا حتى العدو الصهيوني وحلفاؤه بالإدارة الأمريكية والغرب عموما. أغلب حكامنا العرب ومعهم العدو الصهيوني والغرب عموماً خاصة الإدارة الأمريكية هم أهم الخاسرين من هذه الثورات العربية فقد فقدوا أهم حلفاء لهم ونحن نعلم أن أهم حليف لهم كان الرئيس المخلوع حسني مبارك والهارب زين العابدين وكذلك صالح، فهؤلاء من أهم حلفائهم والغريب أنهم يهللون الآن ويرحبون بالثورات التي أطاحت بهم ويعزفون نغمة الربيع العربي كما يفعل حلفاؤهم الآخرون من الحكام العرب. الحقيقة تقول إن أغلب هؤلاء الحكام من عرب وأجانب هم أعداء هذه الثورات وأنهم كاذبون بفرحتهم بالربيع العربي والدليل على ذلك محاصرة هذا الربيع وتجفيف منابعه وقطع الماء والهواء عن أوراقه ليذبل ويتحول إلى خريف وهذا يتضح من خلال تهديد الإدارة الأمريكية بقطع المعونات التي كانت تقدمها للحكومة المصرية والبالغة ملياراً ونصف المليار دولار سنوياً، يضاف إلى ذلك تلك الجمعيات المشبوهة التي تمولها واشنطن للنيل من الثورة المصرية وتحاول هذه الجمعيات سرقة واغتصاب هذه الثورة ولعل وجود هؤلاء في المعتقلات المصرية ومثولهم أمام القضاء المصري خير دليل على ذلك، يضاف إلى ذلك الدور الغربي المشبوه في صندوق النقد الدولي ومحاولة الضغط على الثورة وتكبيلها واستسلامها.. وهنا يظهر دور حكامنا العرب الذين يعزفون نغمة الربيع العربي، فإذا كان هؤلاء يرغبون في ازدهار ونمو هذا الربيع، فيجب عليهم الآن وفوراً المبادرة إلى دعم هذا الربيع بالمال والاستثمار في هذه الثورات بدل محاولاتهم فرض شروطهم على هذه الثورات، وهذه الشروط هي التي ثارت ضدها الجماهير العربية خاصة بالتبعية للغرب. المطلوب من حكامنا العرب الآن إذا كانوا صادقين بالغزل بالربيع العربي المبادرة فوراً لدعم هذا الربيع لأننا نشعر ونشاهد اصفرار أوراق هذا الربيع الآن.