09 نوفمبر 2025

تسجيل

القذافي ليس قومياً ولا وطنياً ولا قذافياً الآن

26 فبراير 2011

بالأمس سألني أحد الأصدقاء "شلون رفيكم"؟!! وسألته "من تقصد"؟، قال "القذافي". وقال أيضاً: "القذافي يدعي أنه قومي عربي وناصري". قلت له "نعم يا أخي أنا قومي عربي ولكنني لست ناصرياً بل مؤمن بمبادئ وأهداف ثورة 23 يوليو المجيدة وبدور قائدها وقائد الأمة العربية جمال عبدالناصر وهناك فرق كبير بين الولاء للمبادئ والأفكار وبين الولاء للأشخاص، والقذافي ليس قومياً عربياً وليس ناصرياً بل وليس قذافياً الآن". قال لي مبتسماً: "إنني أمزح معك" لأنني أعرف ذلك عن القذافي. ومن أجل ألا تتشوه الصورة الحقيقية عن القذافي وتتداخل الحقيقة بالهزل والمزاح أو أن يلبس القذافي "قميص" قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر أو يتستر هذا الرجل بالقومية العربية لابد من توضيح بعض الأمور التي تؤكد أنه ليس قومياً أو وطنياً أو ناصرياً وحتى ليس قذافياً ولعل الذين يعتقدون أنه قريب من الفكر القومي العربي وعبدالناصر، ما قاله الراحل عبدالناصر له يوما وبعد نجاح ثورة الفاتح عندما شعر عبدالناصر بشدة حماس القذافي وتهوره واندفاعه نحو تحقيق الوحدة الفورية فقال له عبدالناصر "إنني أرى فيك شبابي" وكانت هذه الكلمات عبارة عن توبيخ (للقذافي) وليس "مدحاً" كما توهم وتوهم البعض لأن عبدالناصر أراد أن يرسل له رسالة يقول فيها إنك متهور تهور الشباب وعليك أن تهدأ وتفكر بالأمور بتفكير الرجال والعقلاء والناضجين، فالوحدة تحتاج إلى قبول من الشعبين وتحتاج إلى أرض مشتركة بين البلدين اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ولا يمكن فرضها بالقوة وتحقيقها فورا لكن القذافي لم يفهم هذه الرسالة ولم يفهمها البعض خاصة الذين يصطادون بالمياه العكرة ويحاولون الإساءة لعبدالناصر من خلال تصرفات القذافي الرعناء. ولعل هذه التصرفات الرعناء هي التي قادته إلى هذه الخاتمة السيئة والمنبوذة من الشعب الليبي أولا والشعب العربي ثانيا ولعل جنون العظمة أعماه وقاده إلى هذا المصير البائس وهذه النهاية المخزية التي لا تليق بالبداية الواعدة لما انطلق مع رفاقه الضباط الأحرار في ثورة الفاتح عام 1969 كما جاء في بيان التيار القومي العربي والمؤتمر الناصري العام والمؤتمر القومي العربي.  وأضافت هذه القوى القومية العربية والناصرية في بعض بياناتها عن القذافي أنه صفى رفاقه الواحد تلو الآخر وابتعد متخبطاً في مساره من النقيض إلى النقيض، من العروبة إلى الكفر بها، من الثورية ومساندة حركات التحرير إلى الارتماء الذليل أمام أمريكا والغرب مسلما مشاريع ليبيا النووية ومبذرا ثروة الشعب رشاوى للقوى الغربية لترضى عن حكمه.. ومن الاشتراكية والبيت لساكنه والثروة والسلطة والسلاح للشعب إلى افقار الشعب وبطالة الشباب في دولة من أغنى الدول النفطية، ومن سلطة الشعب التي يزعم إلى تسلط على الشعب ودولة تدعى بالجماهيرية، تثور الجماهير الآن ضدها. هذا جزء من بيان التيار القومي العربي الصادر عن المؤتمر الناصري العام، أما المؤتمر القومي العربي فقد صدر بيان عن أمينه العام الأستاذ عبدالقادر غوقه أكد فيه أن تمادي الطغاة في ليبيا في قمع جماهير الشعب قد فاق كل الحدود وأسقطوا بمجازرهم كل شرعية لحكمهم الذي أغرق ليبيا الحبيبة بالفساد والاستبداد وباتوا يتصرفون مع أبناء ليبيا تماما كما تتصرف جيوش الاحتلال مما يقتضي معاملتهم كما تعامل هذه الجيوش من قبل الشعوب التي تتمسك بحريتها وكرامتها. وأكد الأمين العام للمؤتمر أن معركة الشعب الليبي هي معركة حرية وتحرير في آن.  وطالب شرفاء الأمة وأحرار العالم بالانتصار بكل الوسائل للشعب العربي الليبي. هذا هو موقف القوى القومية العربية والناصرية وكل قوى الأحرار والشرفاء في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج نسجلها لتصل لهذا المجنون القذافي أولا ولكل من يحاول هازلا أو جادا أن ينسب القذافي إلى التيار القومي العربي أو الناصري بل نضيف أخيرا أن القذافي ليس قذافيا لأن قبيلة القذاذفة براء من جنون هذا الرجل الذي وصل به الجنون إلى القول أنه "المجد" وكلنا ثقة أن قبيلة القذاذفة ستحجر عليه بالحجر الصحي قبل أن تصل إليه يد جماهير الشعب الليبي العظيم. كل ذلك يؤكد أن هذا المجنون ليس قومياً.. ولا وطنياً.. ولا ناصرياً ولا قذافياً.