26 أكتوبر 2025
تسجيلمن اضطرته الظروف للمرور بالشوارع الداخلية للمناطق المختلفة بالدوحة يوم الخميس الماضي «يوم هطول امطار الخير» تمنى الف مرة لو أنه سار عشرة اضعاف الكيلومترات تفاديا للمرور بهذه الشوارع، بسبب الوقوع في الحفر التي ملأتها الامطار بالمياه، ولم يعد بالامكان رؤيتها مما دفع الكثيرين ممن يقودون سياراتهم للوقوع بها. في كل عام نتحدث عن هذه القضية، وفي كل عام تتكرر نفس المآسي، وفي كل مرة ايضاً تعلن الجهات المختصة، خاصة وزارة الشؤون البلدية عن جاهزيتها للتعامل مع امطار الخير، ولكن الامر لا يختلف عن الاعوام السابقة، ان لم تكن قد تفاقمت الأمور، وتطورت للأسوأ. الامطار في كل عام تكشف عيوب البنية التحتية، وتتحول شوارعنا الداخلية والرئيسية الى مستنقعات وبرك، مما يتطلب جلب «تناكر» لشفط هذه المياه، دون معالجة حقيقية للواقع المرير للبنية التحتية، انما الاستمرار في تقليدية العمل، بل والتفاخر بأن وزارة الشؤون البلدية قد قامت بشفط ملايين الجالونات من المياه من الشوارع، وهذا بالمناسبة لا يمثل انجازا، بل تأخراً، ودليل على عدم وجود مسارات لتصريف مياه الامطار، وعدم وجود شبكة صرف متكاملة وحديثة للتعامل مع هذه القضية. أتعتقد وزارة الشؤون البلدية، والآن معها الهيئة العامة للاشغال، أن الحديث الاعلامي عن عشرات السيارات المخصصة لشفط المياه (التناكر)، التي تجوب الدوحة، هو انجاز يحسب لهذه الجهات، بل هو امر يحسب عليها، فنحن لا نريد ان نرى «تناكر» قد توقفت في الشوارع الرئيسية والداخلية، تعوق الحركة، وقد تتسبب بالحوادث المرورية، من اجل القيام بشفط مياه الامطار. الانجاز الحقيقي ان يكون لدينا شبكة صرف حديثة لتصريف مياه الامطار اولاً بأول، بحيث أن كل قطرة مياه تنزل الى الشارع تأخذ طريقها مباشرة عبر شبكة جاهزة للتعامل مع هذه الظروف. منذ سنوات ونحن «نغني» ونردد هذا المنوال، وفي كل عام «نحلم» بوجود مثل هذه الشبكة، ولكن نصحو في العام التالي على نفس الواقع الذي تركناه في العام الماضي، فإلى متى يستمر هذا الوضع؟ الم يحن الوقت للتعامل بجدية اكثر مع هذه القضية؟. لا نريد ان ننشر في كل مرة عن جاهزية الجهات المختصة للتعامل مع الامطار، ثم نكتشف ان ما قيل ما هو الا للاستهلاك المحلي، والدعاية الاعلامية، وللأسف هذه هي الحقيقة. مطر ليوم واحد فقط كشف - كالعادة - العيوب الكبيرة والكثيرة في البنية التحتية، ماذا لو تواصلت امطار الخير لايام عدة او اسابيع كما هو الحال في العديد من دول العالم؟ كيف ستتعامل الجهات المختصة مع الامر، هل ستطلب المزيد من «التناكر» لشفط المياه ام ستستعين بدول العالم لامدادها بهذه «التناكر»..؟ نخجل من الحديث في كل عام عن مثل هذه القضايا، التي يفترض اننا قد تجاوزناها منذ مدة، ولكن الواقع يجبرنا على إثارتها في كل عام، فعذرا ايها القراء الافاضل على اثارة قضايا من المؤكد أنه تم الحديث عنها في مناسبات سابقة.