20 سبتمبر 2025
تسجيلالشر في كل مكان، مثلما الخير كذلك. الصراع بين الخير والشر، أو الحق والباطل مستمر، ما دامت الحياة على هذه الأرض. ذلك أن هذه هي طبيعة الحياة الدنيا، حيث الصراع من أجل البقاء، على الرغم من أنه لا دابة تدب على هذا الكوكب، إلا ورزقها معلوم ومقدّر، لا يمكن أن يتحول إلى دابة أخرى، أو أن ينتزع أحد رزق أحد، ولكن مع ذلك، تجد الصراع دائما لا يتوقف!الأرواح الشريرة، التي ربما يظن البعض على الفور أنني سأتحدث عن عالم الجن والشياطين والسحرة الكفرة، لكن على العكس من ذلك، حيث لا أريد الخوض في مثل هذه الموضوعات التي تستهوي الكثيرين، بل إن أي تجمع بشري يتداول الناس فيه قصص الجن والأرواح الشريرة، تجدها تطول وتطول، وتزخر بالكثير من القصص، التي غالبها من نسج وتأليف البشر أنفسهم.إن وصف الروح بالشريرة أو بالخيّرة، وصف دقيق. ذلك أن البشر هم في الحقيقة كائنات ذات أرواح لا يعرف كنهها سوى الله، ومستقرة في أجساد تحيا وفق قوانين معينة ومآلها الزوال، طال أجلها أم قصر. تلك الأرواح موجودة في هذا الكون، لا يعلم تاريخها سوى الخالق عز وجل، وهي تنتقل من طور إلى طور، أو من حياة إلى حياة أخرى، لها قوانينها وسننها، والانتقال له طرائقه التي لا نعلم عنها سوى النزر اليسير.الأديان أتت لتهذيب وإرشاد الأرواح البشرية وليس لأبدانهم التي ستبلى بعد حين من الدهر.. أتت الأديان لتوجيه الأرواح إلى الخير وطريق الفلاح والصلاح. فحين تقرأ القرآن وتؤدي فروضك وواجباتك بإخلاص وصفاء، فالتأثير يكون على الروح وليس الجسد، الذي قد يكون به من العلل الكثير الكثير، فالعبرة بالروح وليست الجسد.حين تتهذب الروح بالقرآن والأعمال الفاضلة، ترتقي بصاحبها إلى عليين، وتدفعه إلى سلوك الخيّرين، ويحدث العكس حين يتم هجر هذا الكتاب العظيم وأعمال الخير الراقية الفاضلة. حيث تبدأ الروح بالضرورة وبشكل متدرج، الدخول إلى عالم الشر والأشرار، فتضيق بالخير والأخيار، وتهش للشر والأشرار، والطيور على أشكالها تقع.لنسمو إذن بالروح، ونهذبها ما أمكننا إلى ذلك سبيلا، من أجل أن تتآلف الأرواح الطيبة معاً في هذه الحياة الدنيا وما بعدها بإذن الله، وتبتعد عن الأرواح المختلفة المنكرة الشريرة، وما أكثرها.