11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كرة القدم العربية لا تقوم على المنطق وليس لها قاعدة ترتكز عليها في خوض الاستحقاقات القارية، ويكون مرتكزها الأساسي الصدفة أو التوفيق أو الحظ أو فلتة شوط، فبعد انتهاء الدور الأول من أمم آسيا الـ 16 في أستراليا، وعلى الرغم من تأهّل فريقين عربيّين إلى الدور الثاني، لم يكن المنطق سائداً ولو حتى من الناحية الحسابية، إذ إنّ تأهّل اثنين من تسعة، وبتعبير آخر إقصاء سبعة من تسعة، ليس فيه توازن، وأكثر من ذلك، فإنّ الدليل الواضح على "الترّهل العربي" في الدور الأول هو أنّ تأهل الفريقين كان "محكوماً" عليهما، بمعنى أوضح كان مكتوباً لهما، كون كل منهما في مجموعة تضم ثلاثة فرق شقيقة: الإمارات مع قطر والبحرين، والعراق مع فلسطين والأردن، ومن مظاهر "الترّهل العربي" الأخرى، خروج ثلاثة فرق بدون أي نقطة (الكويت وقطر وفلسطين) وعدم تسجيل ثلاثة فرق أكثر من هدف واحد (الكويت وعُمان وفلسطين)، كما أنّ الفريقين المتأهلين لم يتصدّر أي منهما مجموعته، ولو يُسجّل للإماراتي أنه كان قاب قوسين أو أدنى من صدارة مجموعته لو لم يحسم الإيراني الصدارة أمامه في الدقيقة 90+1 وهو الهدف الوحيد الذي سُجِل في الوقت بدل الضائع في الدور الأول، وهذا ما حال دون تسجيل التعادل الأول والوحيد في دور المجموعات، في المقابل وجدنا أبطال المجموعات الأربعة تنال العلامة الكاملة، وثلاثة منها تتأهل بشباك نظيفة، كما أنّ الفريقين العراقي والأردني حالا دون حسم الفريق الياباني صدارة المجموعة الرابعة، إلا في نهاية الجولة الثالثة، وكانت المجموعة الوحيدة التي لم تشهد الحسم المبكر، علماً بأنّ الياباني هزم العراقي بركلة جزاء، وعدا التأهّل "المحتّم" لفريقي العراق والإمارات، كانت بعض الميزات للعرب في الدور الأول، وجلها فردية، كتسجيل الإماراتي علي مبخوت أسرع هدف في تاريخ القارة، وانضمام الأردني حمزة الدردور لثلاثة لاعبين سجلوا " السوبر هاتريك" في تاريخ البطولة، وتحقيق الفريق السعودي الفوز الوحيد على فريق غير عربي، ومشاركة الفريق الكويتي نظيره السعودي في ميّزة التسجيل في غير الشباك العربية!. الفريقان العراقي والإماراتي ضربا المثل في تغيير الواقع السيئ، أو الوسط إلى الحسن، حين حفظا ماء وجه الكرة العربية وأعادا التوازن بتشكيلهما نصف فرق نصف النهائي، بخلاف البطولة السابقة في قطر 2011، وكذلك ضربا المثل في الاعتماد على المدرب المواطن، وأيضا ضربا القاعدة التي تجعل المنتخبات التي تعج باللاعبين المحترفين في الخارج وخاصة في أوروبا، صعبة المنال، وكي نجعل المقاربة في هذه المفارقات أقرب إلينا، نذكر أنّ الفريقين العربيين المتأهلين إلى نصف نهائي آسيا، لم يفز أي منهما بكأس الخليج الـ 22 التي انتهت بالأمس القريب، بل لم يكن أحدهما طرفاً في النهائي، في حين أنّ البطل (قطر) والوصيف(السعودية) خرجا من الدور الأول لآسيا.أملنا أن يستمر العراقي والإماراتي في ضرب القواعد، فيتجاوزان الإرهاق الذي حلّ بهما في ربع النهائي بعد خوض كل منهما مباراة ماراتونية لم تحسمها إلاّ الركلات الترجيحية، والأمل جائز مع العراقي الخبير والإماراتي العنيد.