29 أكتوبر 2025

تسجيل

مدرسة الشيخ لا غرور ولا تعالٍ

26 يناير 2015

مؤكد أن الأضداد تكشف بعضها بعضاً، يزهو الأبيض إذا ما جاور الأسود، يتألق الجمال إذا ما جاور القبح، وتبهرنا الوسامة إذا ما قابلتها الدمامة! مدعاة هذه المقدمة ما يموج به كوكبنا المترامي من قنافذ تؤذي بشوكها، وورود تهدى عطرها، من هذه الورود مقالة جميلة قرأتها لكاتبها د. يوسف عبيدان عن الشيخ جاسم بن ثاني رحمه الله، وقد وصفه بأنه كان مؤرخاً، ومرجعاً للباحثين، وعالماً بالأنساب، وعلاقات الأسر والقبائل في قطر وغيرها، أما العطر فكان في حكاية بالمقال عن الشيخ وقد وصف بأنه كان يتمتع بخصلة الخوف من الله والطمع في مغفرته، وقد روى أحد المقربين منه أنه في إطار قيام الدولة بعمل إحصاءات ضمن سياسة التخطيط دخل رجلان إلى بيته بقصد أخذ معلومات عن البيت وساكنيه، وفجأة دخل الشيخ إلى داره فوجد الرجلين يسألان لاستكمال المعلومات، فوجه توبيخاً لأحد الرجلين، ونهره بعصا كانت في يده، وفي اليوم الثاني شعر الشيخ جاسم بالندم اعتقاداً منه أنه ظلم هذا الرجل وكان من العرب المقيمين في قطر فأرسل عاملاً من عنده إلى الرجل الذي أهين يطلب مسامحته، والصفح عما جرى من الشيخ مقابل مساعدته، وتطييب خاطره، ولكن الرجل أبى ذلك، وأصر على حضور الشيخ جاسم إلى مجلسه ليقدم اعتذاره بنفسه، وعبثاً حاول العامل أن يثنيه عن طلبه بعدما شرح له مكانة الشيخ جاسم وضرورة احترامه بما أنه والد للجميع إلا أن الرجل رفض قبول الاعتذار وأصر على موقفه، فلما علم الشيخ بإصراره ما كان منه إلا أن ذهب بنفسه طالباً العفو، والصفح، والتحلل حتى رضى الرجل عن طيب خاطر، ولما سُئل الشيخ لماذا ذهب يعتذر وكان بإمكانه ألا يذهب قال رحمه الله أخشى أن أقف معه يوم القيامة أمام العزيز الجبار!!هذه هي الحكاية التي وقفت أمامها أتأمل الشيخ الفاضل وقد خاف يوم القصاص حيث لا أحساب، ولا أنساب، ولا ألقاب، ولا عيال، ولا مال، إنما أعمال تُعرض والملك العدل يقتص لعباده من عباده، طويلاً توقفت أمام نفس رجل تحاسب نفسها قبل الحساب فآثر أن ينقى صفحته من حق رجل عنفه بالاعتذار دون كبر، ولا مكابرة، ولا غرور، ولا تعال، ولا أدنى حساسية! والله لقد أدهشني الشيخ الجليل رحمة الله عليه بصنيعه خوفاً من الله واستدعى اعتذاره حكايات كثيرة ممن يخطئون أخطاء فادحة ولا يخافون، ولا يعتذرون، ولا يرمش لهم جفن فهذا طار بسيارته ليصدم ماراً بريئاً ليرديه قتيلاً ثم يختفي! وهذا ضرب زوجته (بالبوكس) في وجهها ليضع لها وشماً بكدمة زرقاء، ولما شهدت إحداهن عليه بأنه ضرب المسكينة علا صوته مهدداً (حسابها وياي)!وهذا رفع (السيكل) وضربه برأس زوجته ففتح لها مجرى قطار لتنزف وبدل أن يسعفها حلف لو خرجت من البيت تكون طالق، وهذا ذهب إلى الشركة الفلانية ليراجع أمور سيارته وكلمة في كلمة خرج عن ضوابط الحوار لتطير يده في الهواء وتنزل بقلم على وجه (الباشمهندس) الذي مازال مذهولاً حتى الآن! صور كثيرة قميئة تتدافع الآن أعرف أصحابها تتزيا السواد أمام الفعل الجميل لشيخ يخاف يوما يشيب له الولدان، وفيه ينشر الميزان، لكنهم ما خافوا خوفته، ولا حسبوا حسبته، ولا همهم همه، ولا ارتعبوا رعبته، نعم يا سادة ما انشغلوا بما فعلوا، فقط قلبوا الصفحة وكأن شيئاً لم يكن، لم يخطر ببالهم لا حساب، ولا عقاب، ولا حقوق العباد، ولا يوم يقوم فيه الأشهاد! و(الخيبة الكبيرة) انهم بيصلوا!! أيوه بيصلوا ما بيقطعوش فرض، عادي.. دي نقرة.. ودي نقرة. * * * طبقات فوق الهمس* يقول قرأت مقالا تتحدثين فيه عن (ثقافة البلاغات) ولقد خجلت بعد قراءته من الذهاب للشرطة لأشكو مما أعاني، فجارنا مصمم على وضع صندوق القمامة أمام مدخل بيتي، وأنا مصر على وضعه أمام بيته لرائحته المؤذية، ونظل نقضي اليوم وصندوق القمامة (رايح جاي) كبندول الساعة عندنا.. عندهم.. عندنا.. عندهم حتى تنشأ معركة "الصندوق" بالتلاسن المؤذي، بلغي الشرطة يا ست هدى أنا تعبان! حاضر يا فندم بلغت.. الحقي يا شرطة.. ولا عزاء للعقلاء!* إذا كنت صاحب حق تمسك بحقك، وكن من أصحاب النفس الطويل، واعلم أن ضعفك يغري بالتهامك.* على صفحة ابني (بالفيس بوك) استوقفتني صورة (قطة) تنقض بمخالبها على اصبع (صاحبها) وتقضمها، أما تعليقه فيقول: اعلم أن أسوأ الأعداء وأشرسهم من كان يوماً صديقك!! يا ساتر يارب.* أليس غريباً أننا مازلنا نطلب من السنة الجديدة أن تكون من سابقتها أفضل؟ لماذا لم يخطر ببالنا أن نتمنى أن نكون نحن الأفضل؟ صحيح ليه؟* (العُذر) يقبل في كل شيء إلا إذا تحركت نقطته إلى اليمين قليلاً حينها لا مجال للاعتذار، تأملها جيداً.* الافتراء فن مُجهد لا يتقن الجميع مهارته.* فرق كبير بين مسؤول (فاتح بابه) ومسؤول (قافل بابه) المهم أن كليهما سيتحول يوماً من مسؤول عن بشر إلى مسؤول عما فعل بالبشر، الفرق مذهل!* لاحظ.. عندما تتعارض المصالح توقع أن يكون الشرق غرباً، والجنوب شمالاً، والنهار ليلاً، والليل نهاراً، حاول فهم ملغزات الحياة لتهدأ.* الشمس فين؟ طالعة لكن غابت شمس روحك فلم ترها.* يظل في الناس بشر من السمو والنبل من لا يمكن مكافأتهم إلا بالدعاء.* كثيراً تمر على مسامعنا (الأخلاء بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) انظر وتفحص خليلك على أي شاكلة هو "فكم من خليل أردى قتيل"!* تحية لإدارة المرور على تحديد سرعة 80 لطريق الشمال، فكم ستحمي أرواح أبرياء وكم ستعيد بشراً لذويهم سالمين.. شكراً يا إدارة المرور. * عزف ونزفإن الطبيب بطبه ودوائهلا يستطيع دفاع مكروه أتىما للطبيب يموت بالداء الذيقد كان يبرئ منه فيما قد مضىذهب المداوي والمداوى والذيجلب الدواء وباعه ومن اشترى(أبو العتاهية)