11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لله يبقى الشكر دائماً وأبداً وله الحمد على كل أمر وحال، لم تكن الجمعة الماضية كسائر الجُمَع بل شهدت وفاة فقيد الأمة العربية، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله. أتعبنا الخبر الذى لم يزدنا إلا حبا له بعد مماته، مَلِكٌ علّمنا أن للإنسانية معنى وأن طبيعة الأمور أسمى، رحل رجل الابتسامة وأبو البساطة، تاركاً فى أذهاننا معانى عدة للتواضع والكرم والأخلاق. حاور شعبه فأحبوه وطالب العلماء بأن يحرصوا على العلم والشباب فهم ركائز الوطن والأمة العربية والإسلامية، فى حياتك علمتنا أنك أب لمن لا أب له فكنت أبا لليتامى والمساكين، ولم تقف عند حد معين من دروس الحياة اليومية،كنت تطل علينا بمواقف قلّما نجدها عندما نبحث عنها، فهى إن صح تعبيرى عصارة تجارب وأعوام عديدة. فى عهدك قفزت المملكة قفزات شاملة بدءاً من التعليم الذى حرصت أن تعززه فى أرجاء المملكة فقفزت جامعات المملكة من تسع إلى ما يقار الثلاثين جامعة لأنك تعلم أن عماد الشعوب أبناؤها المتعلمون، فهم الثروة الحقيقية التى لا تنضب، فالعلم يرفع بيتاً لاعماد له والجهل يهدم بيت العز والشرف. ليس هذا فحسب بل شهدت المملكة فى عهدك مشروعاً استثنائياً يضعها على خرطة الدول المنافِسة وهو مشروع مدينة عبد الله الاقتصادية التى تبلغ تكلفة انشائها مائة مليار ريال سعودى من أجل تأهيل الأرض كى تصبح خصبة أمام الاستثمار وجلب الصفقات الاقتصادية التى تعزز من مكانة المملكة فى الأسواق الاقتصادية وتستفيد من مكانها الجغرافى المتميز بين قارتى إفريقيا وآسيا.لم يكتف الملك الراحل بتلك الإنجازات العظيمة بل شهدت أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة أكبر توسعة فى تاريخها لتصل قيمة تلك التوسعة إلى 27 مليار دولار أمريكى وهو ما يجعل هذا الاستثمار أحد أبرز مشاريع المملكة المتميزة لاسيما وأن هذه التوسعة تعود بالنفع على المسلمين بالدرجة الأولى وأهل مكة بالدرجة الثانية فستستقبل هذه التوسعة أضعاف ماكان يستقبله الحرم المكى قبل ذلك وهذا يعنى زيادة أعداد زوار بيت الله الحرام وإتاحة فرص أكثر لمن يرغب فى تأدية مناسك الحج والعمرة.على الصعيد السياسى كان الملك عبد الله بن عبد العزيز يرحمه الله مُحنكاً لدرجة أنه قاد الوطن فى أشد الظروف بحكمة وذكاء، فالمملكة حريصة على أمن دول الخليج العربى والدول العربية قاطبة وهذا ما تجلّى فى مواقف عدة كدعم الجيش اللبناني، ودعم السيسى من أجل تهدئة الوضع واستقراره فى مصر.علَّمنا الملك الراحل أننا إخوة فى الدين والنسب، علّمنا ألا نسئ الظن بأحد وأن نتكاتف لنكون كالبنيان المرصوص حتى لا نصبح فتاتاً فتتكالب علينا الأمم من كل حدب وصوب. علّمنا أن قلبه وطن اتسع لجميع العرب ولم يقصره على شعبه. علمتنا يا بومتعب أن نكون على سجيتنا وأن نحب الأطفال فهم أحباب الله، علمتنا أن لكل منا انتماءات ولكن يبقى الانتماء الأعلى لله سبحانه وتعالى وراية الإسلام. خسرت المملكة رجلاً حباه الله حب الملايين فهو القائد والأب الحنون وهو الذى بهمِّته تطورت المملكة لتبلغ بإنجازاتها القمم. لم تكن الخسارة للمملكة فحسب بل لنا نحن فى قطر ولجميع المسلمين والعرب فكم كان لهم مسانداً ومحباً.ترددت بعض رسائله التى انتشرت عبر الهواتف المحمولة ومنها رسالته التى يقول فيها " لا تنسونى من دعائكم" فاللهم اغفر لعبدك خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز، اللهم نقّه من الذنوب والخطايا كما ينقّى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار، اللهم شفّع فيه نبيك وحبيبك المصطفى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، اللهم جازِه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، اللهم يمِّنه الكتاب وثبّته على الصراط.أخيراً تعجز الكلمات عن وصف أعمالك يا بومتعب لكننا سنظل نتذكر مواقفك النبيلة أيها الشهم الكريم،وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده وولي ولي عهده وأن يحفظ المملكة من كل مكروه وسوء.