12 سبتمبر 2025
تسجيلخلال أيام الاكتتاب بمصرف الريان، التي بدأت في 15 الشهر الجاري، توافد على الدوحة أكثر من 500 ألف مواطن خليجي، وهو عدد ربما لم يحدث - باعتقادي في تاريخ قطر - أن توافد مثله في هذه المدة القصيرة، في المهرجانات التي تقام في الصيف أو أيام الأعياد لم يصل الرقم إلى «عُشر» هذا العدد. ولكن التساؤل: هل تم استثمار هذا الإقبال الكبير من قبل مواطني دول مجلس التعاون الخليجي لتحريك كافة أوجه الحياة الاقتصادية والسياحية بالدولة، بحيث تتاح أمام الإخوة الخليجيين ملامح قطر ولو بشكل سريع، حتى تتكرر الزيارة في مرات قادمة كنوع من السياحة؟ أعتقد أننا لم نقم بذلك، وأحمّل هنا الهيئة العامة للسياحة الدور الأكبر في عملية التسويق والترويج والإرشاد للإخوة الخليجيين الذين حلوا ضيوفاً أعزاء علينا طوال الأيام الماضية، والذين لم يجدوا - خاصة أولئك الذين يزورون الدوحة لأول مرة - مكاناً يذهبون إليه، سواء كان مكاناً ترفيهياً أو فندقياً أو مطعماً أو مجمعاً تسويقياً.. أو مخارج ومداخل لمدينة الدوحة والأماكن المختلفة فيها. آن الأوان للالتفات أكثر لدور السياحة، وضرورة تفعيلها بصورة أكبر، وعدم الاقتصار فقط على مهرجان الصيف أو مهرجانات الأعياد التي تكون أياماً معدودة ثم تنقضي، مع تقديرنا الكبير للجهود التي بذلها رئيس وأعضاء الهيئة والعاملون فيها في سبيل النهوض بالقطاع السياحي بالدولة، إلا أن ذلك لا يمنع طرح قضية السياحة على بساط البحث، وتقييم المرحلة الماضية، بإيجابياتها وسلبياتها، والتوقف عندها بتجرد وموضوعية، سعيا لتقديم الأفضل خلال المرحلة المقبلة، وهو أمر طبيعي في عمل أي مؤسسة، خاصة تلك التي لها علاقات وتواصل مع المجتمع، وتوصف في كثير من الأحيان بأنها مؤسسات حية أو خدمية. لم يستطع العديد من الإخوة الخليجيين - مثلاً - الذين توافدوا على الاكتتاب الوصول أو معرفة أماكن المطاعم بالدوحة، ولم يتوصلوا إلى الفنادق ودرجاتها للإقامة بها، أو أماكن وجود المجمعات التجارية وغير ذلك من الأمور التي ينبغي الانتباه لها في المستقبل، بحيث عندما يصل الزائر للدوحة يمكنه سواء عن طريق مطار الدوحة الدولي أو منفذ أبو سمرة، الحصول على معلومات متكاملة عن دولة قطر، وبأسلوب مبسط، مع خريطة توضيحية، وأهم الأماكن التي عادة يقصدها الزائر، وهذا أعتقد أنه ليس بالأمر الصعب تحقيقه. أملنا الاستفادة من الأحداث المختلفة لتطوير الخدمات المقدمة سواء في القطاع السياحي أو في القطاعات المختلفة.