المهرج .. ومليار دولار !!

توقفت كغيري أمام خبر نشر في صحافتنا المحلية . ان ارباح الفيلم الامريكي "الجوكر" قد وصل إلى مبلغ "مليار دولار" هذا الرقم ولا شك يزيد عن ميزانية بعض دول افريقيا وامريكا اللاتينية وبعض دول آسيا ؟ ولأنني شاهدت الفيلم وكنت ضمن زملاء نتناول ابعاد هذا الفيلم مع السينمائي عبدالرحمن النجدي وادار الحلقة الدكتور عبدالحق بالعابد . فقد وجدت ان الاشادة بالفيلم يأخذ الحيز الاكبر من آراء الحضور .. ولكن ما لفت نظري قدرة الممثل .. نعم الممثل "خواكين فينيكسل" هذا الممثل يذكرنا بعدد آخر من المبدعين مثل "مارلون براندو – جاك نكلسون ، روبرت ميتشوم ، وجيل الخمسينات من المؤدين في السينما الامريكية . ولكن هذا الفيلم ولا شك قد طرح العديد من المضامين . بعضها مرت مرور الكرام على المشاهد . هل كان الجوكر وما قام به عائد الى طفولته ؟ بمعنى آخر ان الظروف الاجتماعية وقسوة الحياة غلفت واقعه ؟ هل هو مريض نفسياً ؟ هل هو مهرج أم انسان خارق الذكاء ؟ هل هو صورة من صور الصعاليك العرب في العصر الجاهلي من امثال "تأبط شراً ، السليك بن السلكة ، عروة بن الورد وغيرهم .. أم هو روبين هود ؟ يأخذ من الاثرياء كي يساعد الفقراء ؟ هل هو مصاب بالانفصام .. ومريض .. ولماذا منع عنه العلاج .. سؤال آخر .. هل اراد الآخرون ان يقدموا لنا صورة أخرى لامريكا ان الجريمة هناك مرتبطة بمثل هذه النماذج – أي غير – الاصحاء !! هو لم يكن سوى مهرج.. يسلي الناس .. ولديه حلم ان يكون نجماً مشهوراً . ولكن من الواضح ان الاحلام لا تتحقق دوماً . والفيلم أيضاً يقدم تاريخه المغلف بما يشين حياته. ان أمه قد حملت به سفاحاً وأن والده الحقيقي لا يعترف به . كل هذا من اجل ان امريكا لا تهضم حقوق الانسان !! ولكن ماذا نقول والاعتداء على هذا الانسان بشكل متواصل ويطرد من عمله كمهرج .. ويعتدى عليه من قبل النماذج الثرية في القطار !! المشاهد عبر خريطة العالم قد قرأ الفيلم كل حسب رؤيته . ولكن الأهم أن الكل قد توقف مشدوهاً امام عبقرية الممثل . وهذا هو الفرق. بين ممثل شارك في اكثر من (30) عملاً ولم يترك بصمة ولكن عبر هذا الدور احتل القمة بجانب نجوم هوليود . الآن أستطيع ان اكرر القول للمرة الألف : ان السينما صناعة .. والسياحة صناعة .. وسلامتكم . [email protected]