19 أكتوبر 2025
تسجيليبقى الموسيقار القطري الراحل «عبدالعزيز ناصر آل عبيدان» ملحن النشيد الوطني لدولة قطر علامة فارقة في تاريخ الفن والموسيقى بأعماله المميزة في مجال التلحين والذي أبدع فيه – رحمه الله - أيما إبداع. ◄ واليوبيل الذهبي للإذاعة جاء ليؤكد اهتمامها بهذه المناسبة المهمة والتاريخية التي تذكرنا بالرعيل الأول المؤسس للإعلام، الذي شهد على بنائها هذا الكم المتميز من الكفاءات القطرية التي وضعت اللبنات الأولى لبناء الإعلام الحقيقي لدولة قطر قبل عقود مضت.. فقد تأسست إذاعة قطر سنة 1968 م.. وفي هذا العام 2018 م تمر الذكرى الـ (50) على إنشاء أول إذاعة قطرية رسمية.. حيث ساهم مع انطلاقتها هؤلاء المبدعون القطريون في بناء الحاضنة الأولى للعمل الإذاعي لأول مرة في تاريخ قطر. ◄ مسيرة العملاق عبدالعزيز ناصر لم تكن لها أي حدود في الإنجاز وتسخير جل وقته وجهده من أجل هذا الوطن في مجال التلحين.. فقد عاش عبدالعزيز ناصر فيما بين (1952 - 2016)، وقدم أروع الأعمال الموسيقية التي تناولت حب الوطن وعشق قطر بشكل جميل.. ولهذا استحق لقب «عميد الموسيقيين القطريين» بسبب براعته الفنية الراقية التي يشهد لها كبار الفنانين والموسيقيين الخليجيين والعرب على مدى العقود الأربعة الماضية. ◄ هذا إذا علمنا أن الموسيقار الراحل قد بدأ التلحين منذ التحق بفرقة الأضواء الموسيقية والمسرحية التي أسسها وهو في سن الشباب في حقبة الستينيات من القرن الماضي.. وبعدها تفرغ للدراسة الجامعية، حيث ذهب إلى القاهرة لدراسة الموسيقى.. ثم عاد للعمل في إذاعة قطر والتحق بها في عام 1980 م.. وعمل فيها مراقباً للنصوص والموسيقى حتى تقاعده عن العمل الذي سبق وفاته بفترة قصيرة وبعدها غادرنا إلى الدار الآخرة في صيف عام 2016 م عليه رحمة الله. ◄ والتكريم المستحق لعبدالعزيز ناصر الذي أقيم على هامش احتفال المؤسسة القطرية للإعلام بيوبيل إذاعة قطر الذهبي قبل أسابيع.. جاء مستحقا.. وهو بلا شك لفتة إنسانية وبمثابة تقدير كبير لهذا الرمز القطري الذي صال وجال في مجال التلحين، وقدم أجمل المقطوعات الموسيقية التي ستبقى – بلا شك – خالدة في ذاكرة الأجيال الحاضرة والقادمة.. وستسجل بأحرف من نور في الذاكرة الوطنية.. فقد كانت هذه الإبداعات الموسيقية في عدة مجالات.. منها: • الوطنية • العروبية والقومية • السياسية • الإنسانية • العاطفية • الفولكلورية • التراثية • الدينية • الأطفال.. وغيرها. ◄ عبدالعزيز يتذكر الإذاعة بما أن إذاعة قطر قد احتفلت مؤخراً بمرور (50) سنة على تأسيسها.. فقد كتب الموسيقار الراحل عبدالعزيز ناصر كلمة معبرة عنها سنة 1993 م عند احتفال الاذاعة بمرور (25) سنة على التأسيس.. حيث قال فيها: ما أسرع ما تمر الأيام.. ومع مرور خمسة وعشرين عاما لا زالت تلك الكلمات في ذاكرتي.. حين اتصل بي الأخ الزميل الاستاذ تيسير عقيل مراقب الموسيقى والغناء في إذاعة قطر وعدد من الموظفين يعدون العدة لانطلاق صوت قطر من الدوحة.. حيث يمارسون العمل في مكتب مؤقت في الرميلة.. وطلب مني الأخ تيسير أن التقي معه بصفتي المؤسس لفرقة الأضواء بقسميها المسرحي والموسيقي، إضافة إلى رئاستي للفرقة التي كانت تضم عددا من الزملاء يعملون الآن في فرقة الإذاعة الموسيقية.. وقط طلب مني السيد تيسير عقيل معاونته من أجل الإعداد لتكوين فرقة الإذاعة الموسيقية، إضافة إلى إعطائه فكرة عن الفن الخليجي عامة والفن القطري بصفة خاصة والفرق الشعبية التي تزاول هذا الفن في ذلك الوقت.. ولما كان الشباب القطري ينتظر هذه اللحظة بسماع صوت قطر وانطلاق الأغنية القطرية بصوت الفنان القطري من إذاعة قطر، فقد كان ترحيبنا بالتعاون مع الإذاعة حارا منذ اللحظة الأولى.. حيث اصبحت فرقة الأضواء بشقيها المسرحي والموسيقي تحت تصرف الإذاعة، وبدأت الفرقة بمرافقة الفنانين القطريين في تسجيل أغانيهم، بجانب تقديم المساعدة من قسم المسرح في الفرقة لتسجيل التمثيليات والمسلسلات المحلية.. وتعود بي الذكرى إلى تلك الأيام ونحن نعمل يدا واحدة من أجل الإعداد ليوم الافتتاح.. الأستاذ طاهر الشهابي رحمة الله عليه والسيد نعمان القواسمي من الهندسة الإذاعية، والسيدان إحسان رمزي وزيدان ياسين من المذيعين ويقومان بإخراج المواقف والمسلسلات المحلية في ذلك الوقت، إضافة إلى الأخ فتحي ديب الذي كان يعد لتأسيس مكتبة الإذاعة الموسيقية من خلال الإسطوانات المتوافرة في الأسواق او التسجيلات المحلية أو الأشرطة التي يحتفظ بها بعض الزملاء في فرقة الأضواء.. وكذلك الأخوان محمد الدبس والمرحوم محمد سليم أبو الهوى الذي أشرف على تسجيل أولى الأغنيات القطرية.. بجانب الأخوة محمد رشيد وحسن علي ووليد عبدالله، وسالم تركي وإبراهيم علي، وإدريس خيري، وسالم فرج رحمهما الله.. وها هي الأيام تمر وفرقتنا الموسيقية - وبحمد الله – تنجز العديد من الأعمال.. والمطرب القطري أصبح معروفا في العالم العربي.. والأغنية القطرية تأخذ مكانها الصحيح في معظم الإذاعات العربية.. والمشوار طويل.. والأماني كبيرة.. نرجو أن يتحقق ما نصبو إليه.. وأن يستمر عطاء إذاعتنا.. وأن يرتفع مستوى الأغنية القطرية من خلالها لتكمل مشوار العطاء. ◄ يا قطر يا قدر مكتوب وهذه الكلمات مطلع لأحد الأعمال الفنية الخالدة التي كتبها وصاغها عبدالعزيز ناصر لحنا، وغنتها المجموعة، وكانت رائعة في طريقة الأداء وحماس الإلقاء.. تقول كلمات الأغنية: يا قطر يا قدر مكتوب في كل لحظة يتابعنا لا أحد يا قطر يقدر عن ترابك يفرقنا عمري قطر روحي قطر يا أم الكرم والجود عمري قطر لأرضك قطر نشتاق ونعود كلمة اخيرة هذا التكريم المستحق للمبدع عبدالعزيز ناصر جاء في وقته.. مع تكريم كوكبة من الإعلاميين الذين خدموا الإعلام القطري، ومنهم من خدم الإذاعة بشكل خاص.. كما أصدرت المؤسسة القطرية للإعلام قطعة معدنية من الفضة تحمل صورة الفقيد الراحل «أبو ناصر»، وهي تؤكد حضوره في هذه المناسبة التي تتذكر هذا الإنسان المبدع وتستلهم ذكراه وأعماله الخالدة.. رحم الله الموسيقار الراحل رحمة واسعة. [email protected]