12 سبتمبر 2025
تسجيل(2) مروّحْ على فلسطين: فلسطين هذا عرض احترافي.. والمضمون.. حول عودة شاب أمريكي من أصل فلسطيني إلى وطنه الأم.. عرض يستحق المشاهدة.. من خلال تشكيلات الجسد في الفراغ المسرحي العمل شبه توثيقي.. يطرح واقع الإنسان الفلسطيني ومعاناته.. كيف أنه مكبل حتى في الانتقال المكاني في وطن أجداده.. فهو لا يستطيع التحرك من قرية لأخرى، وهذا ما يجعل الشاب "جاد" عرضة للعديد من المواقف.. هناك هنات، منها مثلاً: استغلال السائق الفلسطيني لأبناء بلدته والخوف من الغريب.. ولأن الهدف هو إبراز واقع الإنسان داخل الأرض المحتلة.. فقد كان المخرج متميزاً وهو يحصرممثليه عبر ساحة صغيرة جداً في الخشبة مع تكاملية العناصر الأخرى من موسيقى حية وإضاءة وتناغم بين اجساد الممثلين في تشكيلات فنية مدروسة، طبعاً العلاقات الإنسانية أبرز ملامح العرض.. بين جاد ومجموعة من المعارف، وكالعادة يفقد "جاد" صديقه برصاصة من قبل جندي إسرائيلي والأجمل في العرض، رفض "جاد" العودة إلى أمريكا.. الأهم أن مخرجة العمل ليست عربية، هي "ميكائيلا ميراندا" والأهم أنها تؤمن بقضية العرب.. ولهذا العرض ظلال من عرض آخر قدم عبر أحد المهرجانات، ولكن هذا العرض جسّد تكاملية عناصره عبر السينوغرافيا، التمثيل، الإضاءة، الموسيقى. (3) مراكب الموت.. السودان طَرْحٌ لهموم السودان.. مع نقص واضح في فهم واقع المسرح.. لأن المسرح ليس مقالاً صحفياً يطرح ما هو واقع.. وما هو مأمول.. المسرح عوالم أخرى.. وقضية في بعدها الإنساني.. قد يستحضر الكاتب الماضي كي يعري الواقع.. وقد يطلق صرخة الاحتجاج على الواقع الآني.. كي يعري الفاسدين من التجار وأثرياء الحرب والساسة.. في العرض السوداني.. حسن نية. وطرح لمضامين تلامس الإنسان السوداني.. مع موتيفات من استحضار التراث عبر الموسيقى الإفريقية.. وأن الإنسان يموت بحثاً عن الهجرة، هذه دعوة عراقية، سورية، ليبية، سودانية وغيرها من البلدان في ظل الحرب والدمار.. لكن المسرح ليس نشرة أخبار، نعم مراكب الموت رفيق الإنسان في هذا العصر، من بلاد المغرب العربي إلى شرقها، حتى في مينمار، وبنجلاديش، ولكن أين الحل.. فالموت يحصد الجميع.. هنا وهناك.. العمل مصاب بعدة علل. قد يكون الإمكانيات أبرز الملامح إلى جانب نقص الكوادر.. مثل الإخراج والتمثيل وبقية عناصر العرض المسرحي، كان العمل مربكاً ومترهلاً.. ولكن يكفي الشباب المشاركة، وهذا التجمع العربي في قطاع الشباب. ومن الواضح أن الإخراج قراءة ثانية لأي نص.. والمخرج في هذا العمل يتحمل وزر هذا المركب الذي طبع مع الأسف بركابه؟