19 سبتمبر 2025
تسجيلإن أردت كسب محبة الآخرين وتعاطفهم معك، فلابد من القيام ببعض الخطوات التي تعتبر بمثابة وضع الأساسات للبنيان المراد إنشاؤه. تلك الأساسات يمكن تلخيصها في عبارة واحدة "اتصف وتحلى بالصفات التي يحبها الناس، أو تحبها النفوس السوية كما فطرها الله..كن صادقاً مع الناس، محباً للخير. تحترم وتقدّر، وتعطي أكثر مما تأخذ، تستمع وتنصت، إلى آخر قائمة طويلة من الصفات والقيم الطيبة الراقية، والتي ستكون نتائجها إيجابية بالضرورة، وبالغة الأثر في النفوس قبل العقول والألباب. إنك بتجميع تلك الصفات قدر المستطاع في شخصك، تكون قد بدأت تجمع القلوب حولك، وحين تبدأ القلوب تتجه إليك، تكون قد قطعت شوطاً بعيداً في كسب ودهم وولائهم، قبل احترامهم وتقديرهم. النتيجة الطبيعية لكل تلك التعاملات كما أسلفنا هي الولاء.. ستجد من معك ممن حظوا برقة معاملتك لهم ولطفك بهم وحبك لهم واحترامك وتقديرك، ستجد عامل الولاء عندهم لك، لا يضاهيه شيء، من بعد الولاء لله عز وجل ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ولدين الإسلام.كسب النبي صلى الله عليه وسلم ولاء الصحابة من بعد أن رأوا فيه عظيم الأخلاق والصفات، قبل أن تأتيهم التعليمات الإلهية بالولاء لله والرسول.. إن صناعة الود التي تأتي بعدها مباشرة، صناعة الولاء، فإنما للإنسان تأثيره الأساسي في تلك الصناعات، قبل تأثيرات أخرى مادية وغيرها. يمكنك صناعة الولاء في النفوس بالأخلاق الراقية الفاضلة، وعميق الاحترام والتقدير. أما المال والجاه والمناصب، فهي كلها عوامل كسب للولاء، لكنها مؤقتة زائلة. فما إن تتلاشى وتختفي، حتى تجد الولاء قد تسرب من النفوس سريعاً سريعاً دون أدنى تأسف أو ندم من أصحاب تلك النفوس، أو أي اعتبار لما كان فيما مضى من تقديرات ومكاسب مادية.. وكما يقول الفقهاء: ما بُني على الباطل فهو باطل، أو ما بُني على الفاسد فهو فاسد، فكذلك ما بُني على الزائل فهو زائل.