19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قبل أيام وقع الرئيس الأمريكي وثيقة تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع "إسرائيل"، الأمر ليس مستغربا، فالعلاقات الدولية لا تحكمها المبادئ والقيم إن كانت أخلاقية، إنسانية، أو دينية، فالمصالح أولا. وتنص الوثيقة حسب مصادر إعلامية على تعزيز التعاون بين البلدين في العديد من المجالات، منها تطوير أنظمة الصواريخ الدفاعية والأمن الداخلي، وأمن الحواسيب والطاقة والمياه، لترتفع أيضا قيمة الذخائر الأمريكية المخزنة في "إسرائيل" لأوقات الطوارئ من مئتي مليون دولار إلى مليار وثمانمئة مليون دولار.على هذه القاعدة، يجب أن نفهم لماذا "تهدد" الإدارة الأمريكية باستخدام "الفيتو" في مجلس الأمن ضد المشروع العربي - الفلسطيني "المعدّل" المتعلق بالدولة الفلسطينية، إذن هل ثمة عاقل يمكن أن يقتنع بأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تستخدم "النقض" لإفشال مشروع إنهاء الاحتلال الصهيوني لأرض وشعب فلسطين في الضفة الغربية، وأن يكون هناك دولة فلسطينية كاملة السيادة على الأراضي المحتلة في العام 1967 بما فيها شرق القدس وعودة اللاجئين، أي ما يعادل 22 بالمئة من مساحة فلسطين التاريخية. نعم، ندرك أن صبر الفلسطينيين قد نفد، ويبدو أن جولات الوزير الأمريكي جون كيري لم تؤد إلى نتيجة، وبات استخدام واشنطن "النقض" ضد مشروع الاستقلال أصبح شبه أكيد بزعم معارضتها أي إجراء أحادي الجانب من الفلسطينيين، ولكنها تلتزم الصمت إذا كان الأمر يتعلق بإسرائيل، وإن اضطرت فيكون ردها خجلا وعلى استحياء في غالب الأحيان، وهنا علينا أن نعيد التذكير بأن أمريكا هي إسرائيل والعكس صحيح. هذه الوقاحة المتمثلة بالموقف الأمريكي من إنهاء الاحتلال تتشابه إلى حد التكامل بالوقاحة الإسرائيلية من رفض الانسحاب من الأراضي المحتلة، إذن ما هو المطلوب من الشعب الفلسطيني؟، هل أن يبقى ذليلا خاضعا للاحتلال بينما شعوب الأرض جميعا قد انتزعت حريتها واستقلالها من جلاديها منذ زمن؟.نتنياهو يقول ردا على التحرك الفلسطيني: إن "محاولات الفلسطينيين لفرض شروط على إسرائيل لن تؤدي إلا إلى تدهور الوضع الإقليمي وستضع إسرائيل في خطر"، مضيفا: "نرفض بشكل قاطع الانسحاب في غضون عامين"، هذه باعتقادي دلالة واضحة على وقاحة المسؤولين الإسرائيليين في تعاملهم وسياستهم المتعلقة بالقضية الفلسطينية التي تزداد تعقيدا. لعبة إسرائيل وأمريكا الطويلة التي تحكمت بالقضية الفلسطينية، في مفاوضات فاشلة مستمرة منذ ربع قرن، أصبحت ممجوجة وانكشفت خفاياها ومراميها ويجب ألا تعاد إلا بسقف زمني محدد غير قابل للتمديد، وبضمانات دولية جادة وصارمة تنتهي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة الحقوق والواجبات على أرضها، ويظل السؤال، ما العمل بعد الفيتو الأمريكي المتوقع؟ باعتقادي أن المطلوب من الفلسطينيين والعرب بعامة إذا ما رفضت واشنطن المشروع العربي لإنهاء الاحتلال، وهذا متوقع، التوجه الانضمام إلى كافة المنظمات الدولية والوكالات التابعة للأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية بما فيها التوقيع على اتفاقية روما الخاصة بالانضمام إلى محكمة لاهاي لجرائم الحرب، ولكن ليس بحساب المقايضة، بمعنى إن فشلنا في مجلس الأمن، ننتقل فورا وتلقائيا إلى لاهاي، فهذه الخطوات من حق دولة فلسطين.وطالما أن الحرس القديم المهيمن على قرارات السلطة الفلسطينية لم يستطع اتخاذ قرار بإنهاء التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال، حرصا على مصالحه الشخصية ومكتسباته، فلعل وعسى أن يتخذ قرارا جادا هذه المرة بالطلب من مجلس الأمن دعم ترشيح فلسطين التي تحظى حاليا بوضع دولة مراقب غير عضو، كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة ومؤسساتها المتعددة عقب الاعترافات والدعم المتزايد الذي يلقاه الاعتراف بدولة فلسطين من قبل برلمانات وحكومات أوروبية.