14 سبتمبر 2025
تسجيلالسؤال المعنون به هذا المقال، يفترض على جميع مدارسنا بهيئاتها الإدارية والتدريسية التوقف عنده، وطرحه بموضوعية، ومناقشته بجرأة، بعيداً عن المجاملات، أو الاعتقاد بأنهم الأفضل، وأنه لا قصور ولاسلبيات تعتري إداراتهم المدرسية. عدد من الرسائل تلقيتها خلال الفترة الماضية بعد إثارة أي موضوع يتعلق بالطلبة بالمدارس، وضرورة استيعابهم بالشكل المرضي. أبرز النقاط التي وجدتها في هذه الرسائل موضوع التعامل مع الطالب أو الطالبة، الذي يفتقر في كثير من الأحيان إلى الحوار بين الطرفين، الطالب والمدرس، والتعاطي مع هذه الشريحة بنوع من التواصل اللغوي، بعيداً عن أسلوب العنف، بشقيه اللفظي والجسدي، الذي غالباً ما يترك نفوراً بالغاً، يدفع إلى أن يعتبر الطالب المدرسة نوعاً من العقاب أو السجن اليومي، ينتظر بفارغ الصبر والشغف لحظة الخروج منه. النقطة الثانية غياب الأسلوب المحبب للطالب في المدرسة، سواء بالنسبة للطلبة المتفوقين أو الطلبة الذين هم بحاجة إلى رفع مستواهم العلمي، فالجميع في بعض المدارس متساوون، مما يدفع يثير إحباطاً لدى شريحة الطلبة المتفوقين، يدفع بهم للخروج من المدرسة، والبحث عن مدرسة أخرى. النقطة الثالثة، غياب التواصل بين الهيئة الإدارية والطلاب، بمعنى قلما تجد يوماً يخصص لإقامة منتدى عام يجمع الطلبة في حوار مفتوح مع الإدارة، إلى أن يتم خلاله طرح القضايا التي تشغل بال الطلبة بكل شفافية، بعيداً عن الإثارة، بل يجب على المدرسة أن تدفع الطلاب لتوجيه الانتقاد الموضوعي لدورها وأدائها، وأكثر من ذلك أن تكرم الطلبة الذين يتحدثون عن السلبيات التي تحدث بالمدرسة. لا نريد جيلاً يعلم بالخطأ ثم يمضي ساكتا عنه، خوفا من العقاب، وهو ما يحدث حاليا في كثير من المدارس، بل نتيجة هذا الخوف تخرج لدينا موظفون يعملون حاليا في وزارات ومؤسسات القطاعين العام والخاص يرون الخطأ ويخافون الإعلان عنه. أتذكر قبل أيام كتبت عن إحدى المدارس التي تعاقب طلابها إذا ما فاتتهم ركعة من الصلاة، ولم تسأل نفسها مثلاً لماذا تأخر هذا الطالب عن المجيء إلى المسجد مباشرة بعد الخروج من الصف. أطفال كرهوا المدارس لأن صفوفهم تخلو من المكيفات، وباصاتهم كذلك، وحمامات المدرسة تشم الروائح الكريهة منها على بعد عدة كيلومترات. لن أطيل، بالتأكيد هناك عشرات المواقف التي عرضها الطلاب على أولياء أمورهم تدفع نحو نفورهم من المدرسة.. ثم تسأل الهيئة الإدارية والتدريسية لماذا يكره الطلاب المدارس؟