12 سبتمبر 2025

تسجيل

متى نترك هذه المظاهر؟

25 نوفمبر 2019

نكتب في هذا الموضوع يسخط من يسخط، أو يُقال ما يُقال، كفانا مظاهر كاذبة، كفانا تفاخرا، كفانا حب الظهور أمام الناس، بأننا من أسر غنية وذات ثراء، وأننا أبناء فلان بن فلان، نعم متى نترك ونتخلى عن هذه المظاهر السلبية ما عرفها مجتمعنا (الأسر القطرية) ألا وهي مظاهر العزاء، ثلاثة أيام أكل وذبائح ما بين العشرة صحون أو يزيد، وشاي بأنواعه وقهوة وبعضهم يستخدم العود، وكأنها أيام فرح وطرب. ما هذا يا مجتمع؟! ما هذا يا عوائل؟!. ما هذا يا وجهاء وكبار القوم بل وغيرهم؟!.، إسراف وتبذير، ومظاهر زائفة، أني فعلتُ كذا في عزائنا، ودعوات بتناول الطعام في فترة الغداء، وكذلك العشاء. والبعض قد يستدين لتوفير كل هذه المظاهر المريضة، ويجلس أهل الميت حتى الساعة الحادية عشرة من الليل وقد تطول. فمتى تنتهي هذه المظاهر؟. يتحدث البعض بصوت خافت بأن هناك عوائل في عزائها حددت موعدا لتقبل العزاء، من غير أكل، فقط الماء، ولكننا نريد أن نظهر ونعلن هذا التصرف الإيجابي للمجتمع. الكثير منا جاء لعزاء في دولة الكويت الشقيقة حفظها الله، فلم نجد هذه المظاهر التي عندنا، فقط ماء في مجلس العزاء، والتعزية عندهم في المقبرة، بعد الانتهاء من دفن الميت يذهب أهل الميت إلى مكان واسع للعزاء داخل المقبرة لأخذ التعزية من الحضور، ومجلس العزاء يبدأ من التاسعة صباحاً إلى أذان الظهر، والفترة المسائية من بعد صلاة العصر إلى أذان العشاء وينتهي العزاء في هذا اليوم، لا كما عندنا تبدأ التعزية عند القبر، ما ان ينتهي الدفن والدعاء للميت إلاّ ويتزاحم الحضور على أهل الميت وهم عند القبر أو الابتعاد عن القبر قليلاً، مع أن الدولة هيأت مجلساً واسعاً للتعزية في مقبرة مسيمير (بوهامور)، ولكن الجميع يأبى أن تكون التعزية عند القبور. متى تنتهي هذا المظاهر السلبية. إن على خطباء المساجد ومن يقفون أمام الناس وقت الصلاة على الجنائز، بدلاً من أن يتحدث يشرّق ويغرّب في حديثه عليهم مسؤولية، ووسائل الإعلام عليهم مسؤولية في نشر هذا التوجيه والتوعية بكل قوة لتعديل هذه السلوكيات غير المسؤولة وفق شرع الله. فكم من حسنات ستكون في صحائفكم إذا حملت العوائل هذه المعاني الإيجابية وتركت هذه المظاهر السلبية بإذن الله، والاكتفاء بأن يكون «مثلاً» وقت العزاء في الفترة الصباحية من التاسعة إلى أذان الظهر، والفترة المسائية من بعد صلاة العصر إلى أذان صلاة العشاء، وينتهي وقت العزاء، لا أكل (ذبائح) فقط ماء. لأن أهل الميت « فَقَدْ أَتَاهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ» أما نحن فنزيد عليهم ما يشغلهم ونكثر عليهم الهم فوق الهم، هم الذبائح !. اتقوا الله يا قوم كفانا مظاهر وتصرفات غير محمودة. ◄ «ومضة» أي مجتمع تأكله المظاهر والتفاخر (والمزاباه والمفوشر)، مجتمع مريض، وقد يصيبه ما أصاب البعض من حولنا!. ألا من رجعة إلى الهدي النبوي في أعمالنا وتصرفاتنا «اللّهمَّ إنا نسألك الهدى والسداد». [email protected]