13 سبتمبر 2025

تسجيل

مش من بلدنا!

25 نوفمبر 2013

* رغم مرور مائة يوم على حكاية دامية اسمها (رابعة) ما هدأ الألم، ولا خف الوجع، ولا طاوع الأنين السكوت، ولا طاوع الجرح الالتئام، ولا كف الحزن الحارق عن الحفر عميقاً في القلوب المكلومة، ومازال الرصاص يلعلع، والموت المجاني يومي، وفاقدو أحبتهم يتوجعون وجعهم الخرافي.. وعبثا تسأل إلى متى؟ * حتما سيغلي نافوخك، وسيرتفع ضغطك، وسكرك، وسيتأزم قلبك إن كنت من الذين يتابعون الأخبار المرار، فكله (مشقلب) كله متلون، كله ساقط في محاولة الفهم لضمور في المخ أدى إلى الانسداد، ربنا يفرجها. * أتابع قسمات وجهه الخبيث ذلك الذي جاء ليبث سمومه، ويذكى ناراً لا ينقصها نفخ، ويقول: (إن الإخوان سرقوا ثورة 25 يناير) طبيعي أن أحداً لم يخبر (كيري) البهلوان بأن لقاءات عديدة مازالت محفوظة بأشرطة مسجلة وعليها لقاءات أذيعت على مختلف القنوات، ويقول ضيوفها: (إن الإخوان كانوا درعاً حمى ثورة 25 يناير ولولاهم لأجهضت الثورة)، وقد يضرب المتابع كفاً بكف وهو يتذكر زيارة نفس الرجل (كيري) للإخوان ليقول لهم بعد فوزهم: إنه يحترم الإرادة الشعبية! يا منافق حرقتوا مصر الله يحرقكم. * يخرج المتحدث باسم لجنة الخمسين محمد سلماوي ليتحدث عن إنجازات لجنة الخمسين وما وصلت إليه بهدوء يشي بأن "كله تمام"، ثم يخرج نائب رئيس النيابة الإدارية ليقول: (لجنة الخمسين باطلة، وضم اللجنة لأعضاء العشرة باطل، ومدة عملها باطلة، وبعض أعضائها باطلون، ولن نتنازل عن حقنا في القضاء التأديبي) ومن شقوق الأبواب، ومن وراء الكواليس يتسرب كلام عن اختناقات، و"خناقات"، وغضب عارم، وانسحابات من الجلسة، وتشنجات، ومجسات الرأي تقول: إن طبخة اللجنة اتحرقت! ما تحاولش تسأل إزاي والاستفتاء على مواد الدستور بكرة، ما تحاولش تفهم، لو فهمت يمكن تموت!! * يخرج مسؤول الحكومة ليقول: (غداً ستُحل مشكلة الأنبوبة) وتطالع الصحف الناس بعناوين قاهرة تسد النفس منها أن الأنبوبة وصلت 50 جنيهاً، وهي متوافرة لمن يدفع أكثر! ما تحاولش تفهم التناقض ليه، وأنت تلاحظ الطوابير المهدودة في انتظار احتضان أنبوبة، ما تحاولش تفهم، لو فهمت يمكن تموت!! * يصرخ أحدهم غاضباً: ثَمّ تهميش الإسلاميين من لجنة صياغة الدستور، يرد آخر: دول ناس ملهاش لزمه من أصله، ثالث يتحدث وهو لابس كرافته شيك عن السلام المجتمعي وضرورة عدم نبذ الآخر! ما تحاولش تفهم المصيبة في مين، والخلل فين، لو فهمت يمكن تموت!! * يقول بصوت عاطفي مؤثر: (هذه مصر وطن نعيش فيه ويعيش فينا) وفجأة يقطع صوت الرصاص حديثه وترتفع جلبه نقل مصاب سقط ومعها من يقول: حب إيه اللي انته جي تقول عليه!! * * * طبقات فوق الهمس * العدالة قد تكون عميه، وعرجه، وحوله، وخرسه، الأمر يعتمد دائماً على من يمسك بكفتي الميزان. * حل سريع لإنقاذ مصر مما هي فيه؛ أن يتنازل كل فريق عن مصالحه الضيقة ويعلن عن مصلحة مصر الوطن. * مهم أن يفهم الجميع أن استبدال الظلم بالعدل، والإقصاء بالاحتواء هو أول خطوة يمكن أن تنزع فتيل الانفجار. * فض المظاهرة في حال الضرورة بالتحذير صوتياً ثم بخراطيم المياه، ثم القنابل المسيلة للدموع، ثم بالهراوات، هذه مادة من مواد قانون التظاهر الجديد،يعني بالضبط كما كان في فض رابعة،لا حد حيموت ولا حيتحرق!! * الإنصاف يقول: إنه لا فرق بين من يقتل طالبا أمام الجامعة، أو شرطياً على أرض سيناء، أو طفلاً بريئاً مع ذويه في مظاهرة، أو ضابطاً أمام بيته، كله قتل، كله إرهاب، ويجب القصاص من الجاني. * طول عمرنا كنا "واحد" وبنعبد "رب واحد" مين ده اللي قلبه جاحد فرقنا لألف إيد جاوب ويمكن الاستعانة بجورج قرداحي بذات نفسه! * إضراب عن الدراسة، طلاب معتقلون، يعني مستقبلهم ضاع، عابر سبيل تقبله رصاصة في قلبه، وهو يحمل هم أطفاله وخبزهم، واحد يتقافز كالفشار على النار لإلغاء نسبة الـ50% فلاحين وعمال،سائق تاكسي مشغل شريط تسلم الأيادي وهو نصف نائم، رئيس الوزراء يقول على الشاشة كان يجب أن تتدخل الدولة لإعادة الأمن، على شاشة ثانية زخة رصاص قناص يتبعها خط أحمر ينساب على رصيف الشارع، يسيل.. يسيل.. يسيل من نزف الذي سقط، تشعر برغبة في الصراخ أو سؤال من يجاورك ليه؟ ما تحاولش تسأل، ما تحاولش تفهم، لو فهمت يمكن تموت!! * قد ينتابك في لحظة وجع حارة، أمنية أن يتحول وطنك إلى جسد لتحتضنه بكل قوة وجعك، وتظل تبكي.. تبكي.. تبكي إلى أن تهمد قواك. * تتوجع روحك وانت تسمعها تعزف وتنزف. * مش من بلدنا يلي تجرح بلدي ولا من ولادنا يلي تقتل ولدي طالت جروح مصرنا والصبر على جرحنا مش من بلدنا اللي باع الأمان ولا من ولادنا اللي اشتراه الشيطان براء منه كلنا.. براء منه مصرنا مش من بلدنا.. ولا من ولادنا