28 سبتمبر 2025

تسجيل

صاروخ الوحدة الوطنية

25 نوفمبر 2012

انتصار حرب الصواريخ ضد العدو الصهيوني التي انطلقت من قطاع غزة يجب أن نقف عنده طويلاً وأن نخرج منه بدراسة عميقة وهادفة وألا يمر علينا مرور الكرام، ولعل أهم الدروس المستفادة من هذا الانتصار الصاروخي ضد هذا العدو "أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" كما قال قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر.ثانياً: إن العدو الصيوني لا يفهم سوى هذه اللغة وهي القوة.ثالثاً: إن مسيرة المفاوضات التي استمرت حوالي عشرين عاماً لا تنفع مع هذا العدو لأنه لا يريد السلام ولا يبحث عنه ولا يريد المفاوضات إلا لكسب المزيد من الوقت لبناء المستوطنات وتهويد المقدسات، خاصة القدس الشريف.رابعاً: إن تسليح المقاومة بأسلحة الردع المطلوبة ومنها هذه الصواريخ أصبح أمراً ملحاً ومهماً ليس فقط لردع العدو وإنما لتحرير الأرض.خامساً: إن تسليح المقاومة ليس فقط لحماية الأمن الوطني الفلسطيني والردع والتحرير وإنما هو لحماية الأمن القومي العربي، لأن أمن فلسطين جزء من أمن مصر القومي والأردني والسوري والعربي بصورة عامة.سادساً: ضرورة البحث عن تسليح هذه المقاومة "عربياً" وأضع هنا مليون خط أحمر تحت "عربياً"، لأن أغلب قيادات المقاومة في قطاع غزة ومنهم حركتا الجهاد وحماس وغيرهما أعلنوا أن أغلب هذه الصواريخ "إيرانية" وهذا لا يعني أنني ضد الحصول على هذه الصواريخ من إيران التي إن صح ما يقال إنها إيرانية، فيجب أن نوجه التحية والتقدير للشقيقة إيران إنما الواجب الوطني والقومي العربي يفرض علينا أن يقوم النظام الرسمي العربي بهذا الدور لأن الصراع هو عربي – صهيوني، ولأن أي دولة غير عربية تقدم الدعم للمقاومة العربية لها مشروعها الخاص ولا نريد لهذه المشاريع أن تتمدد في الوطن العربي.سابعاً: ضرورة تفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك التي تعتبر أي اعتداء على أي قُطر عربي اعتداء على الأمة العربية وهذا يعني أن أي عدوان صهيوني قادم على قطاع غزة أو الضفة الغربية أو أي قُطر عربي يجب أن يواجه ليس بصواريخ المقاومة في قطاع غزة وإنما بالأسلحة العربية التي طال انتظارنا لرؤيتها وهي قابعة في مخابئها رغم أنها بمليارات الدولارات.ثامناً: ضرورة العمل فوراً على الوحدة الوطنية الفلسطينية التي كانت سبباً في إضعاف القوة المطلوبة لمواجهة العدو الصهيوني، لأن غياب هذه الوحدة منح هذا العدو قوة في الإعلام المعادي لنا وتصوير المقاومة في قطاع غزة على أنها إرهابية بينما السلطة الفلسطينية في رام الله معتدلة وهذا التقسيم لا يعود خطره فقط من أعداء هذه الأمة وإنما من هذه الفرقة والقطيعة ما بين ثقافتين.. ثقافة المقاومة.. وثقافة الاستسلام التي يمثلها جماعة أوسلو الذين اختاروا مسار المفاوضات سبيلاً وحيداً للتعامل مع العدو واستبعدوا خيار المقاومة أو الانتفاضة، لهذا فإن العمل على إعادة الوحدة الوطنية بعد انتصار صواريخ غزة وعلى أسس واضحة وراسخة ووطنية وعلى ثقافة المقاومة سيضيف أهم صاروخ قاهر للعدو وهو صاروخ الوحدة الوطنية.