05 نوفمبر 2025
تسجيللقد مرت الأمة العربية بعد أحداث الربيع بظروف إعادة ترتيب البيت العربي، فمصر وغيرها خرجت بديون وإعادة الهيكلة وهي فترة انتقالية، والسودان يواجه ظروفاً قاسية من التقسيم، وليبيا لم يستقر أمنها، والعراق على كف عفريت، وسوريا في حرب أهلية بين النظام والشعب والمعارضة وهكذا دواليك.ومن سيساعد غزة سوى بيانات شكلية مكررة من مؤتمر وزراء الخارجية العرب وهم يعرفون سلفاً ما هو الرد عليها من الأمم المتحدة، وسارعت دول الغرب لتقول لهم من أمريكا إلى لندن وباريس: إن إسرائيل تدافع عن حقها وهي نفس الدول التي أعطت الضوء الأخضر لبغداد لإرسال الأسلحة لتدمير وقتل شعب سوريا لمصلحة أمن إسرائيل، وللأسف إن العرب لا يقرأون ما يجري حولهم، وتعرف إسرائيل ذلك وتستغل الظروف لصالحها فهي لا تعرف سوى القوة والإعداد، وشعب وقيادة حكومة ومعارضة صف واحد فهم من دول عدة وشعب واحد، ونحن أمة واحدة ونريد أن ننقسم طائفيا وإقليميا وعرقيا، وللأسف إننا نغالط شعوبنا بتجميد العلاقات وغيرها، وكأن إسرائيل تعبأ بذلك، وهي تعرف أن هناك من يريد إرضاء الغرب سيتصل بها في الخفاء.هذه المأساة التي تجعلنا لا نتعلم من الدروس، إن ما يمكن تقديمه لشعب غزة وفلسطين هو وحدتنا.. نتعلم من إسرائيل في وحدة شعبها المتعدد الأعراق على مذهب مصلحي عنصري، ونحن عندنا المبادئ السامية ونبني اقتصاداً وقوة عسكرية ونوحد أمتنا.هذا أحسن ما نقدمه لشعب فلسطين ونعامل أهله في بلادنا كإخوة وليس بوثائق ونوقفهم عند المنافذ الحدودية ساعات ونحن نهتف بشعارات شعب فلسطين ولا نسمح لأولادهم حتى بدخول المدارس، ومخيماتهم محرومة من أبسط حقوق الإنسان، ولعل المطلع الخبير يعرف أن "حماس" في الآونة الأخيرة أوقفت العمليات الاستشهادية وسعت للتهدئة، ولكن عناصر من خارج حماس وعناصر متطرفة من حماس نفسها مدفوعة من إيران لتخفيف الضغط عن سوريا الأسد، ولصرف المعركة تسعى لحروب في لبنان وغزة وغيرها لنقل الأنظار وصرفها عن مجازر إيران والعراق مع نظام الأسد ضد شعب سوريا الأعزل، والحرب غير متكافئة، وجر مصر لحرب مع إسرائيل لأنها مدينة ولم تلملم جرحها، ولا يوجد لديها مصدر أسلحة ووضعها الداخلي حرج حتى تخرج مهزومة!! وجر الدول العربية لحرب خاسرة تنهكها، كل هذه اللعبة تخدم مصالح إسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى، ولا أدري لماذا لا يقال لهؤلاء أطلبوا من حليفكم الإيراني يرسل جيشه وشهاب ثلاثة وعشرة ليضربوا إسرائيل وتوجه سلاحها النووي للدفاع عن مقدسات المسلمين، أم إنها تذكرنا بالقاهر والظافر والجيش القوي وخطابات أحمد سعيد وصوت العرب في 67.آن الأوان أن يعرف الجميع الحقائق، تدمر غزة ويقتل أهلها والعرب يساعدون في التعمير والشركات الإسرائيلية تبيع الأسمنت والمعدات للبناء لأنه من الصعب إدخال مواد البناء، والأرخص والأسهل شراؤها من إسرائيل بسماسرة فلسطينيين، وكل هذا سمعناه وعرفناه في الماضي والجميع مشغول برفع القضية لمجلس الأمن لتقوم رايس باستعمال الفيتو وتتحفظ بريطانيا وفرنسا ويستمر القرار أشهراً للتعديل، وتضيع القضية وترفع للجمعية العامة ويصدر بيان غير ملزم، وذلك لتخدير الشعب الفلسطيني وإسكات الشارع، وأن العالم العربي ومن ورائه العالم الإسلامي الذي عقد مؤتمر وزراء الخارجية في جيبوتي أثناء العدوان أدان واستنكر وغير ذلك، وما قاله وزير خارجية قطر: إننا لا نريد الحرب ولكن نعمل شيئاً. كلام صحيح وصريح. إن قدراتنا لا تسمح.ولكن المطلوب مراجعة الأوضاع العربية وإصلاح الاقتصاد وإعداد الشعوب ثقافياً وفكرياً وتحصين أبنائنا وإخراجهم من الاهتمام بالآي فون وبلاك بيري وجلاكسي وآي باد ولعبة التويتر والفيس بوك لتحصينهم من الغزو الفكري، ودفع هؤلاء الشباب إلى معرفة دينهم وتحميلهم المسؤولية ليكونوا درعاً للأمة ونستفيد مما يجري حولنا. وللأسف فإن إسرائيل والغرب حققوا أهدافهم وبالتحالف مع إيران لصرف النظر عما يجري في سوريا، وإنهاك وإذلال الفلسطينيين لصالح إسرائيل ومصالح الدول الكبرى ومصالح إيران، والغائب هو مصلحة الأمة العربية وشعوبها وشعب فلسطين.