21 سبتمبر 2025

تسجيل

ما هذه الحملة الظالمة ضد قطر؟!!

25 نوفمبر 2011

ليس من عادتي أن امتدح أو أدافع عن أي نظام عربي بعد غياب قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر والنظام القومي العربي الذي بناه وأسسه الراحل، حيث كان ذلك النظام هو القيادة والريادة للأمة العربية وبعد فقدانه ورحيله لم أجد في أغلب الأنظمة الرسمية العربية سوى أنظمة دكتاتورية متسلطة ظالمة لا تستحق منا المدح أو الثناء بل انها تستحق الشجب والاستنكار ومطالبتها بالإصلاح والتغيير بل انني في أغلب مقالاتي كنت أطالب هذه الأنظمة بالرحيل وواجهت حملة شعواء من اعلام تلك الأنظمة ومنها على سبيل المثال اعلام النظام المصري في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك ونظام زين العابدين بن علي واعلام القذافي أيضاً. اليوم اسمحوا لي أن أرد على تلك الحملة الظالمة ضد قطر من بعض الأصوات التي نسمعها وبعض الأقلام التي نقرأها، وهذا الرد ليس دفاعاً عن دولة قطر وقيادتها وشعبها لأن قطر لا تحتاج إلى قلم متواضع للدفاع عنها لأن أفعالها وأدوارها لخدمة الأمة العربية كافية لإخراس كل لسان وخنق كل صوت.. لكن ما يدفعني اليوم للكتابة عن قطر ودورها الريادي والقيادي للأمة العربية هو تسجيل للحقيقة والتاريخ، فالحقيقة يجب احترامها ويجب عدم تزييف الوقائع والأحداث والتاريخ يجب أن يحمل هذه الحقيقة في طياته لأن الحقيقة والتاريخ هما من حق الشعوب والإنسانية. لهذا أتساءل اليوم أين الحقيقة عن هؤلاء الذين يشنون هذه الحملة الظالمة ضد دولة قطر وخاصة من هؤلاء الذين مدت قطر يدها لمساعدتهم ومساندتهم وخلاصهم من محرقة القذافي بل انها قدمت دماء أبنائها لحرية هؤلاء وهذا الدعم للثورة الليبية لم يأت لجني الأرباح المادية كما يتوهم البعض، فدولة قطر والحمد لله تملك من المال ما يكفي لتحقيق رفاهية وسعادة شعبها ولا للبحث عن دور لأن الأدوار لا تأتي إلا بالأفعال.. وأفعالها يشهد التاريخ عليها، فهي التي ساندت المقاومة اللبنانية الوطنية أثناء العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006م، واللبنانيون يشهدون على هذا الدور القومي العربي وأهل جنوب لبنان سطروا على قلوبهم قبل منازلهم اسم قطر وقيادة قطر ولا تزال هذه السطور ماثلة أمام كل من يزور جنوب لبنان، يضاف إلى ذلك الدور القومي العربي لدولة قطر في تلاحم وتعاضد ووحدة الشعب اللبناني في اتفاقية الدوحة التي منعت هذه الاتفاقية حرباً أهلية كادت أن تأكل الأخضر واليابس في لبنان. والتاريخ يشهد أيضا الدور القومي العربي لدولة قطر قيادة وشعبا بدعم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وكيف تصدت دولة قطر للعدوان الصهيوني على هذا القطاع عام 2008م، وكيف حاولت قيادة قطر عقد قمة عربية طارئة لدعم الشعب الفلسطيني وكيف حاولت هذه الدولة العربية جمع البيت العربي بالدوحة لكن بعض الدول العربية وقفت بوجه هذه الدعوة وبالذات نظام حسني المخلوع. والتاريخ يشهد لدولة قطر دورها القومي العربي أيضا في الحفاظ على السودان وشعبه عندما عملت لشهور طويلة بل سنين طويلة لمعالجة مشكلة دارفور تلك المشكلة لو استمرت لكان السودان الآن في حرب أهلية لا يعلم إلا الله مداها وخطورتها. والتاريخ يشهد لدولة قطر ولقيادتها دورها القومي العربي في عودة الوحدة ما بين شطري اليمن وكيف لعبت دولة قطر دوراً عروبياً قومياً في هذه الوحدة التي تصب في حلم الوحدة العربية الشاملة، وبالتالي تخدم المشروع القومي العربي النهضوي. والتاريخ يشهد لدولة قطر وقيادتها في دورها القومي العربي دعمها ومساعدتها لجمهورية جيبوتي وإقامة المشاريع الاقتصادية والتنموية في هذا البلد العربي الذي غاب عنه أغلب الأشقاء العرب. والتاريخ يشهد لدولة قطر وقيادتها دورها القومي العربي في الصومال وكيف كان لها دور السبق في مساعدته في محنته سواء من الجفاف أو من المجاعة والخلاص من أزمته التي يمر بها. والتاريخ يشهد لدولة قطر وقيادتها دورها القومي العربي في موريتانيا وكيف ساعدت وساندت القيادة الحالية في مسيرة الديمقراطية وسير الانتخابات التي جرت في هذا البلد العربي وتلك المساعدات التي قدمتها للنهوض بهذه الدولة العربية. هذا غيض من فيض عن دور دولة قطر القومي العربي والذي تحملت من أجله ضغوط الدول الغربية وبالذات الإدارة الأمريكية وصمدت أمام هذه الضغوط إيماناً منها بالقيام بدورها القومي العربي وخدمة لأمتها العربية. لهذا كله لا نستغرب أن يشن أعداء الأمة العربية وأعداء الفكر القومي العربي حملة ظالمة ضد دولة قطر وقيادتها لكن الذي نستغربه اليوم أن بعض مفكري الفكر القومي العربي يضمون صوتهم إلى تلك الأصوات المعادية للأمة العربية وينتقدون دولة قطر وقيادتها وهم بالأمس كانوا يصفقون لهذا الدور القومي العربي!! نستغرب اليوم أيضاً أن نسمع بعض الأصوات الليبية والتونسية والسورية واليمنية وهي تشن حملة ظالمة ضد دولة قطر وبعض هذه الأصوات كانت تهتف بحياة قطر وقيادتها وشعبها. قطر وقيادتها لم تتغير ولم تبدل وجهها القومي العربي وما تزال تدافع عن قوميتها العربية وعن شعبها العربي من المحيط إلى الخليج وتقدم الغالي والنفيس من أجل الشعب العربي إيمانا منها بأن البيت العربي واحد وما يصيب أي دولة عربية يصيب دولة قطر. أما الذين ينظرون إلى دولة قطر من خلال قناة الجزيرة فهم واهمون ومخطئون، فالجزيرة لا تمثل قطر وقطر لا تمثل الجزيرة فهي قناعة حرة تعمل بأسلوب متميز ومهني وهذا ما كان يطالب به الشعب العربي سابقاً في البحث عن قناة فضائية أو اعلام عربي حر بعيد عن الأنظمة الرسمية العربية، وأنا شخصياً لي ملاحظات عديدة على أداء قناة الجزيرة.. لهذا كله نستغرب هذه الحملة الظالمة على دولة قطر وقيادتها بعد كل هذه الأدوار القومية العربية ونتساءل ما هذه الحملة الظالمة ضد قطر؟!!