25 أكتوبر 2025
تسجيلكان الجمع أقل من المأمول، دخل والحاشية ترافقه .. أرسل تحياته إلى الموجودين، واحتل مكانه وأمسك بيد مرافقه المفكر، وبدأ حديثه المكرر .. في وسط الجموع التي تعد أقل من المأمول قال لا فض فوه .. وقل حاسدوه .. هل تعرفون أن ماء البحر مالح .. صرخت إحداهن وهل هذه حقيقة ؟ قال بيدبا الحكيم الذي يفكر بدلا عنه نعم، بإشارة من رأسه . فهو لا يستطيع الحديث أبدا في حضرة ولي نعمته !! أحد المنافقين أراد أن يصفق ولكن خشي من مغبة الأمر .. واصل حديثه المعاد .. حول كل أمور الحياة .. هل يجد فرصة أخرى حتى يمارس دوره؟ إنه نموذج من آلاف النماذج في مختلف المجالات الثقافية والاجتماعية .. القدوة لمن يتصدرون المشهد في عالم الجهل والفقر الذين يقومون بغسل الأدمغة. حول الشرف والكرامة .. بعض هذه النماذج وصلوا إلى الحكم في بلدانهم التي ترزح تحت وابل الجهل والفقر . كان أحدهم يراهن على مقدرته أن يخطب لمدة ست ساعات، فلما قيل له ذات مرة إن فنانا عربيا قد شدا بصوته الأخاذ لمدة طويلة، نظر ذلك الزعيم الذي احتل كرسيه على غفلة من الجميع، أنا أتحداه. أنا الزعيم .. أنا ولا أحد سواي .. فليصمت هذا المطرب.!! هذا الدعي لا ندري من يتخذ قدوة في حياته فهو يتكلم في كل شيء !! ويخيل إليه أن الجلوس ينصتون إليه .. خاصة وقد أصبح لديه عادة أن يقول ما لا يعلم . المهم أن يقول، فهناك فريق من الدجالين وأصحاب المصالح والمنافقين الذين يزينون له كل ما ينطق به من أقوال . وتابعه يضع له النقاط، وما عليه سوى الاسترسال، خاصة وليس من مصلحة أحد أن يقول له اصمت أيها الغبي . ذلك أن الغباء أمر نسبي، وبعد كل مشهد خطابي ينظر إلى بيدبا الحكيم، يستنجد به، ولا يدري أن بيدبا قد باع كل بضاعته ولم يتبق لديه جديد فهو أيضا أصبح يدور في حلقة مفرغة . يقول نظريات لا تتطابق مع الواقع، وعندما يخرج من كانوا في المحاضرة لا أحد منهم يدري ماذا قال بيدبا الحكيم وعن ماذا تحدث . فالأمر في نهايته والخطة نفذت .. والواقع والحقيقة أبعد من نظريات بيدبا فلا خطة ولا هم يحزنون . وللواقع وجه وللحقيقة ألف وجه.