11 سبتمبر 2025
تسجيلنحتاج في حياتنا إلى قياس رؤى وتقييم الأوضاع ببعد نظر وبالبصيرة في فهم ومعرفة طبيعة الأحداث ومجريات الأمور وتوقع نتائجها، والتي هي فطرة موجودة فينا ولكن طغت عليها مشاعر الانانية والرغبات الطامعة والجشع وحب الذات، فأصبح الإنسان لا يستطيع أن يميز بين ما هو صواب وما هو خطأ وما هو هو مفيد وما هو ضار، فقط أصبح همه إشباع وتلبية رغبات نفسه دون الإحساس بالآخر. فيستطيع كل إنسان في هذه الدنيا أن يرى نوعين من الضوء، ضوء الشمس والنجوم وهو ما نراه بأعيننا بسهولة، وضوء القلب وهو ما لا نراه بأعيننا بل نراه بقلوبنا وهو الأهم، إن الانسان يعيش بكل تفاؤل وأمل عن طريق هذا الضوء الوهاج، أما العيون فهي وسيلة من الوسائل الطبيعية مثل الحواس الأخرى. كلنا كالقمر له جانب مظلم وليس بالضرورة أن يكون هذا الظلام سيئاً لربما كنا نحتاجه في بعض الأحيان، نحتاج الظلام لكي نرى النور ونشتاق له، وأن هذا الظلام قد أخفى أمورا آن الأوان لكي تراها في نفسك وتكشف عنها وتصلحها. فالكبرياء والكرامة وعزة النفس في تجاهل الأخطاء والعيوب تكون ضعفا أكثر منها قوة وغطرسة وجبروتا، فالقلب لا يصحو إلا بالألم والنفس لا تشفى وترهق إلا بالمعاناة والعقل لا يتعلم إلا بالعبرة والقدم لا تأخذ درساً إلا إذا وقعت في حفرة. وأصعب موت هو موت القلب عن الإحساس والندم، موته عن رؤية ضوء الحق والخير والصواب، وانغماسه في ملذات حب الحياة، ونكران النهاية وعدم توقعها من الأساس كأنها غير موجودة وكأنها خيال وليست واقعا وقدرا محتوما، وحسابا محسوما لا مفر منه. خاطرة،،، لا تكن كمن يحتاج سيارة الإسعاف أن تمر عليه لكي تصفعه حتى يصحو قلبه ويندم ويراجع نفسه ويتغير، لربما تأتي سيارة الإسعاف في وقت متأخر في حياته ويتحسر ويتأسف في وقت لا تنفع فيه الحسرة على ما فات.