خليفة بن حمد .. وسكت ذلك القلب الكبير

* الأمير الراحل كان بمثابة شخصية فذة في إدارة شؤون البلاد منذ توليه ولاية العهد وبعد الاستقلال* عيَّن أول مجلس قطري للشورى وهو قائد له ثقله السياسي ومكانته الخليجية والعربية الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آال ثاني ، في ذمة الله ، فقد غادرنا إلى الدار الآخرة يوم أول أمس الأحد بتاريخ 23 أكتوبر 2016 م بعد سنوات من العطاء لخدمة قطر ، وشعب قطر ، وقضايا الأمتين العربية والإسلامية خلال مشوار طويل من العطاء والقيادة الفذة في تدبير الأمور وإصدار القوانين التي خدمت البلاد على مدى عقود طويلة من العمل الدؤوب ، بدأت مع توليه ولاية العهد ومرحلة الاستقلال ومن ثم إدارته لشؤون الحكم منذ 1972 وحتى 1995 م. حيث ودعت قطر سمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني ، بعد ان انتقل الى رحمة الله عن عمر ناهز 84 سنة ، وهو حاكم قطر الذي تولى مقاليد الحكم فيها بتاريخ 22 فبراير 1972 م حتى سنة 1995 م ، بعد فترة استمر بها في الحكم لمدة 23 سنة من العطاء لهذا الوطن الغالي.عرف عن الشيخ خليفة ، أمير قطر الراحل ، تمتعه بالذكاء والفطنة في إدارة شؤون البلاد ومواصلته لدرب البناء والتنمية بلا حدود والعطاء الكبير لتشييد الدولة الحديثة منذ أن كان ولياً للعهد وحتى توليه مقاليد الحكم على البلاد .. كما كان سموه من المؤسسين الحقيقيين لها منذ أن نالت قطر استقلالها بتاريخ 3 سبتمبر 1971 م.ومن يتذكر تلك الحقبة التاريخية المهمة من تاريخ قطر المعاصر يتذكر معها تلك الأمجاد التي كانت حاضرة في عهده ، وبخاصة في مجالات : التعليم والمالية والداخلية والاقتصاد والخارجية والاعلام والقضاء وغيرها. وتذكر المصادرعن الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني ، أمير قطر الراحل انه:ولد في الريان عام 1932م، وفي 22 فبراير عام 1972م تقلد الحكم في البلاد، فشرع في عملية إعادة تنظيم الحكومة، كما كان أول عمل قام به في هذا الاتجاه هو تعيين وزير للخارجية، ومستشار للأمير في شؤون البلاد اليومية، وفي 19 أبريل عام 1972م عدل الدستور، وزاد عدد الوزراء بتعيين وزراء جدد، وتمت إقامة علاقات دبلوماسية مع عدد من الدول على مستوى السفراء، وفي 18 يوليو 1989م أجرى تعديلا وزاريًا لأول مرة، خرج به معظم الوزراء السابقون من الوزارة، والتي أصبحت تضم 15 وزيراً . وتم تعديل وزاري آخر في 1 /9 /1992م برئاسة الشيخ خليفة وصار عدد الوزراء 17 وزيراً . وتمشياً مع التوسع في الوظائف الإدارية للدولة أعيد تكوين مجلس الشورى في 4 /12 /1990م، وتم تعيين 19 عضواً واحتفظ 11 عضواَ سابقين بعضويتهم، إضافة إلى ذلك تم إنشاء ديوان المحاسبة للتدقيق في كل من أداء الأجهزة الحكومية وذلك وفقاً للموازنة، وفي الإدارة المالية، ومع توسع مهام الحكومة وخدماتها أعيد تنظيم ديوان الخدمة المدنية. وزادت عائدات الدولة من النفط نتيجة لزيادة عدد اتفاقيات الشراكـــة في الإنتاج والتي وقعتها الحكومة مـــع عدد من شركات النفط الأجنبية، وقد أبرمت اتفاقيتا مشاركة في الإنتاج مع شركة ستاندارد أويل أف أوهايو في يناير 1985م، ومع أموكو في فبراير 1986م، كما أبرمت اتفاقية أخرى في يناير 1989م بين قطر وشركة ألف أكتين الفرنسية . وفي أواسط عام 1991م بدأ إنتاج الغاز الطبيعي في حقل الشمال الذي يعتبر ثاني أكبر حقل منفردا للغاز غير المصاحب في العالم، واحتياطيه المثبت حوالي 250 تريليون قدم مكعبة، وربما هو 500 تريليون قدم مكعبة . في يونيو عام 1995م انتقل حكم البلاد من الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني إلى ولي عهده سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. من الأمور التي يتذكرها كل أهل قطر في هذه اللحظة التاريخية بعد وفاة الفقيد الراحل ، أن سموه أسس جامعة قطر الوطنية التي بدأت بكلية التربية ككلية صغيرة ونواة لتأسيس جامعة مستقبلية ، والتي أصدر - رحمه الله - قراره السامي بتأسيس جامعة قطر بشكل رسمي في عام 1977 م كأول جامعة في قطر ، وحينها تخرجت اول دفعة من هذه الجامعة في لحظة تاريخية ما زال أبناء وبنات هذه الجامعة يفخرون بها وسيظلون يتذكرونها بكل فخر واعتزاز ، فقد كان الشيخ خليفة يحرص أشد الحرص على حضور حفل تخريج الطلاب منذ تلك السنة ولفترة زمنية طويلة امتدت الى عدة عقود ، كما كانت حرمه الشيخة روضة آل ثاني – رحمها الله – تحضر حفل تخريج الطالبات منذ تلك الفترة وتوجه طالبات الجامعة على مشاركة المرأة في التنمية والحرص على بناء قطر الحديثة.فيامن قلت : أهلا بالجميع في دوحة الجميع.نقول لك اليوم : رحمك الله يا فقيد الوطن ، وكل من يعيش على هذه الارض المباركة سيدعو لك اليوم بالرحمة والمغفرة وان يسكنك الله فسيح جناته نظير ما قدمت لوطنك وأمتك.قال تعالى : " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي". ** كلمة أخيرة :بما أن فقيد قطر الشيخ خليفة كان يحرص على حضور تخريج طلاب جامعة قطر في كل عام ، بجانب حضور حفل الطالبات من قبل حرمه الشيخة روضة .. فاننا نتمنى اطلاق اسم الشيخ خليفة بن حمد على إحدى جامعات أو كليات قطر الوطنية تخليدا لانجازاته.