20 سبتمبر 2025
تسجيلكلما تسارعت الحياة من حولنا بفضل التقدم الهائل والسريع، لتقنيات التواصل والاتصال وكثرة المعلومات، وجدتنا نتسارع معها، فصارت حياتنا سرعة في سرعة، لا نهدأ أو بالأصح لم يعد الأمر بأيدينا تقريباً. تحاول أن تهدأ وتلتفت إلى نفسك وحولك وتستخدم قوتك لفرملة سرعة الحياة، فلا تستطيع، كأنما تقود سيارة مسرعة وقد تعطلت الفرامل فيها، فتجلس منتظراً نهاية ما ستؤدي بك هذه السرعة إلى نتيجة! أجلست يوماً مع نفسك في خلوة وتفكرت بعض الشيء فيما مضى من حياتك، وما هو آت بعد قليل من الدهر قصير، وما أنت فاعله أو تخطط له؟ لا أشك أن قليلين منا من يقوم بذلك الأمر، وربما أن كثيرين تجيء إليهم الفكرة فيتم تسويفها إلى حين، وهذا الحين عادة يبتعد ويبتعد. هذا الحين لن يأتيك ولن يتوقف عن الابتعاد عنك، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا. لاحظ أن أغلبنا يقضي الوقت الأكبر من يومه لعمله، سواء كان خاصاً أو لغيره، فيما بقية الوقت غالباً ما تكون مرتبطة بصورة وأخرى بعمله أيضاً، حتى وقت فراغاته القليلة يكون مشغولاً بالتفكير فيما قام به في عمله، وما هو بصدد القيام به بالغد وبعد الغد وربما الأسبوع القادم! تأتي العلاقات الأسرية والاجتماعية ضمن الهوامش من الأوقات، كما الحال مع الصحة التي في تلك الحالة، غالباً لا يعرف أحدنا أخبارها، وربما لا يجد الوقت ليهتم بها ولا إلى أين هي تسير به.. تجد كثيرين منا لا يهتم بصحته طالما أن المرء منا يتحرك وفيه طاقة تجعله يفكر ويعمل!أليس أغلبنا يعيش هكذا حياة أو هكذا أسلوب حياة؟ هل حاولنا أن نهدأ ونحلل هذا الذي يجري معنا وحولنا، ونحاول تفسيره؟ إن لم نقم بذلك إلى الآن، فما المانع أن نبدأ من الآن وقبل فوات الآن؟