18 سبتمبر 2025
تسجيلالنفس البشرية في غالب الأحوال لا تهش ولا تبش لأمر النقد، خاصة إن كان نقداً لأقواله أو أفعاله، وبيان الأخطاء أو السلبيات فيها، فهكذا النفس، تحب دوماً ذاك النقد المريح للنفس، أو ذاك الثناء والمدح والتقدير، وتكره النقد والبحث عن الأخطاء والعثرات، حتى لو كانت نيات الناقدين من وراء نقدهم سليمة خاوية من أي أهداف وأغراض سيئة.النقد عملية حياتية لابد منها، فهي تحدث بشكل دائم في أي بيئة يتعامل الناس مع بعضهم البعض، مثل البيت أو العمل أو مكان عام أو غيرها من البيئات. ولا يقع النقد للأعمال إلا لأن هناك أخطاء تقع. ولو كانت الأعمال تنفذ بشكل سليم ودون أخطاء، فلن يجد النقد محلا له، وهذا يكاد أن يكون غير واقعي بين البشر، باعتبار أن الإنسان يخطئ، وليس العيب في ارتكاب الخطأ، بل العيب في معرفته والإصرار عليه.الأصل في عملية النقد أنها تحدث بهدف التصحيح والتوجيه والحيلولة دون وقوع أخطاء مرة أخرى، لكن إذا كان أداء فعل النقد من شخص تجاه آخر لمجرد النقد، وحباً في توبيخ الآخرين، لمرض أو أمراض في نفسه، فهذا أمر غير مقبول ولا يمكن التعامل معه بشكل إيجابي، ولعل هذا النوع هو الذي يؤدي في غالب الأحوال إلى مشادات ومعارك وخصومات لا تنتهي.إن وجدت نفسك يوماً وقد بدأت بعملية نقد ما لشخص ما، فحاول الابتعاد عن مسِّ الذات، واعتبره من الأمور الأساسية في العملية، والانتقاد يجب أن يكون موجهاً نحو العمل والفعل وليس الشخص.حاول أن يكون نقدك للشخص على انفراد وليس أمام الجميع، ثم تثني عليه أولاً وتعرج من بعد ذلك على الخطأ المرتكب، وتبيّن له أن الصواب يكون كذا وكذا. ولا تعد عليه أخطاء الماضي إن كان الشخص قد ارتكبها في وقت من الأوقات، وحاول أن تنتهي من الأمر بأن تعيد الثقة في نفس الشخص بكلمات إيجابية تطيب بها خاطره، وتؤكد له أن الأمر بسيط، وأنه يمكن الاعتماد عليه في عمله. وكل ما هو مطلوب منه أن يحاول منع تكرار الخطأ وبذل الجهد، وإنهاء اللقاء على ذلك.أنت هنا تكون قد كسبت الشخص وزرعت في نفسه حباً غير عادي للعمل، وسيقوم من لحظته بالتركيز في عمله ومحاولة إجادته فيه ومنع أي أخطاء من الوقوع. وهذه إحدى الطرق الإيجابية للنقد البنَّاء، والعكس معروفة نتائجه، دون حاجة لشرح كثير وتفصيلات أكثر.