14 سبتمبر 2025

تسجيل

الصحافة الشعرية موروث الأدبي

25 أكتوبر 2015

تختلف الصفحات الشعرية في الصحف المحلية باختلاف ما تحتويه من قصائد وأسماء الشعراء المساهمين فيها، ولو نظرنا للصفحات الشعرية في صحافتنا قديما لوجدنا تغييرا كبيرا قد طرأ على هذه الصفحات سواء من حيث المحتوى أو العدد فقد كانت تضم أسماء في كل مجالات الشعر ومن مختلف المستويات وكانت القصائد تنشر للمواهب وللأساتذة إذ تنشر جنبا إلى جنب في صفحة واحدة ما أسهم في بروز مواهب متميزة وأقلام رائعة في هذا المجال منهم من استمر حتى اليوم وكثير منهم توقف وابتعد عن الساحة. استحضرت بيني وبين نفسي صورة عامة للصفحات القديمة ووجدت اختلافا كبيرا جدا حيث كانت تلك الصفحات في ذلك الزمن تنبض بأقلام عديدة وأسماء عديدة وتحمل مجموعة كبيرة من القصائد لشعراء وشاعرات لم نعد نجد لهن حضورا اليوم على الساحة، وأصبحت تلك القصائد وأصحابها طي النسيان، فمن يحفظها من الزوال ومن يوثق تلك الصفحات التي حملت بين طياتها أجمل زمن لأجمل ساحة شعرية فالشعر الشعبي على وجه الخصوص يظل من المصادر المهمة التي يجب ألا يغفل عنها المؤرخون والباحثون لأنها تحتفظ بلمحات مضيئة عن الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأرى أن التنقيب في الصحافة المطبوعة في تلك الفترة طريقة مميزة للوصول إلى العديد من القصائد الشعبية الغائبة التي حفظتها الصفحات الشعبية في الصحف القديمة لتبقى شاهدا على الأحداث والحياة العامة وقت نشرها لا أعرف بالضبط إلى أي مدى تحتفظ صحفنا المحلية بأعدادها القديمة وإلى أي التواريخ يعود أرشيف تلك الصحف، ولكنني أرى في هذه الفكرة توثيقا نادرا لأجمل إرث أدبي، فما الذي يمنع الصحافة أن تجمع تلك الصفحات وإصدارها في ديوان خاص بالساحة الشعرية قديما لتقدمها كتجربة تستفيد منها الصحافة الشعرية اليوم ومدرسة يسير على نهجها عشاق الشعر والأقلام الموهوبة في هذا المجال كما أن في ذلك تعريفا بالشعراء وبالإعلام في ذلك الزمن وليعرف جيل اليوم كم بلغ عدد الشعراء الناشرين في تلك الفترة وما هي أهم الموضوعات التي تناولتها قصائدهم وربما إعادة هذه الأسماء إلى الساحة عن طريق إعادة النشر تعود بأصحابها إلى الساحة مرة أخرى لتعطي وتتألق من جديد. ‏‫