20 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أعادت عمليات الطعن والدهس التي شهدتها الأراضي المحتلة في الأسابيع الماضية البريق والوهج للقضية الفلسطينية، فأزالت عنها طبقة الغبار السميكة التي غطتها في السنوات الماضية، بعد انشغال الشعوب العربية عنها بهمومها وقضاياها ومعاناتها. أقول الشعوب لأن معظم الأنظمة العربية لم تكن يوماً مهتمة بالقضية الفلسطينية إلا من زاوية البحث عن سبيل لإنهائها.ما تشهده الأراضي الفلسطينية من عمليات طعن ودهس ينفذها مقاومون ومقاومات تأكيد لكل من ساوره شك، بأن الاحتلال لن يرتاح، وأن الشعب الفلسطيني لن يسكت على ضيم، وأنه مهما طال الزمن، وتآمر القريب والبعيد، فإن الاحتلال يبقى احتلالاً، والظلم يبقى ظلماً، وأن كل ما يُحكى عن حلول للقضية الفلسطينية تتضمن التخلي عن أراضي الـ1948 واستجداء أراضي الـ1967 إنما هو نسج خيال ليس له مكان في عقول الفلسطينيين وقلوبهم.مشاهد تاريخية وبطولية تابعها العالم عبر وسائل الإعلام ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي لشبان فلسطينيين لم يؤثر بهم الانقسام الداخلي، ولا خذلان معظم العرب وتآمر بعضهم لتشديد الخناق حول رقابهم وإغراقهم بالمياه على حدود قطاع غزة. شبان لم يلتفتوا لتهديدات الاحتلال ولا لإجراءاته العقابية بحق عوائلهم ومنازلهم وأرزاقهم، بحثوا عن وسيلة للثأر للمسجد الأقصى، فلم يعثروا إلا على سكين مطبخ أو دواسة بنزين تشفي غليلهم.لا نملك إلا الانحناء احتراماً وتقديراً وإعجاباً بالبطولات الرائعة التي قام بها أبناء الضفة الغربية وأراضي الـ48، الذين يقدمون نماذج تاريخية في النضال والمقاومة ومقارعة الاحتلال. يقدمون دروساً للعالم أجمع أنه مهما اختلت موازين القوى، ومهما كان الاحتلال دموياً وغاصباً ومجرماً، فإن الشعوب الحرة لن تعدم وسيلة للمواجهة إذا توفرت لها الإرادة والعزيمة، وطالما أن شعلة المقاومة مشتعلة في النفوس.كان بديهياً أن تبارك قوى المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، العمليات البطولية التي شهدتها الأراضي الفلسطينية، وكان بديهياً أكثر، أن تلقى هذه العمليات تصفيق وترحيب وتشجيع الشعوب العربية والإسلامية التي وجدت في هذه العمليات بارقة أمل بعد سلسلة الانكسارات والهزائم والضعف الذي تعاني منه هذه الشعوب، بعدما نجح المتآمرون في سرقة الربيع العربي، وتحويل بوصلة اهتمام الشعوب إلى أكلها وشربها ورزقها بعيداً عن قضاياها الكبرى. لكن رغم ذلك، فإن فارقاً كبيراً بين أن تكون هذه العمليات الفردية دافعاً للفخر والاعتزاز والمباركة، وبين أن تكون سبيلاً وحيداً للتحرير والمواجهة والنضال. عمليات الطعن والدهس موجعة ومؤلمة، وتساهم في إرباك بيئة العدو، لكنها لن تكون موجعة بالقدر الكافي لردعه ودفعه لوقف اعتداءاته واستفزازاته وجرائمه، انتفاضة الحجارة عام 1987حركت العواطف والمشاعر وخطفت الأفئدة، لكنها لم تحرر أرضاً، ولم تطلق سراح أسير، وكانت مدخلاً لمسار التسوية الانبطاحية. الذي حرر الأرض وأطلق الأسرى هي صواريخ المقاومة وعمليات خطف جنود الاحتلال.لا أقلل من قدسية وبطولة وعزيمة الذين ينفذون عمليات الطعن والدهس، فهم قاموا بما استطاعوا وهم شهداء عند ربهم يرزقون، لكن هذه العمليات يجب أن تترافق مع أساليب أخرى للمقاومة، أثبتت التجربة أن الاحتلال الإسرائيلي لا يرتدع إلا بها.