13 سبتمبر 2025

تسجيل

الثقافة.. قوة ناعمة

25 سبتمبر 2023

لا يختلف اثنان على أن الثقافة لا تنحصر فقط في الأعمال الإبداعية، بل إن لها العديد من الوظائف الأخرى، التي يمكن للمرء أو للمجتمعات استثمارها، كونها قوة ناعمة، على نحو تصنيفها في معظم الدراسات والأطروحات الأكاديمية، بأنها إحدى أدوات القوة الناعمة. هذه القوة، كانت مصدر اهتمام من جانب الكثيرين، ومنهم الأمريكي «جوزيف ناي»، والذي أثرى العديد من الإصدارات والدوريات بالحديث عن تعريف القوة الناعمة، وفي كل مرة كان يحرص على أن يطور مفهومها، حتى إنه أصدر عنها كتابًا حمل عنوان «القوة الناعمة: وسائل النجاح في السياسة الدولية»، واستقر في مجمل هذه التعريفات، وما حملته من تطور، إلى تعريفها بأنها «القدرة على الجذب لا عن طريق الإرغام والقهر، وجعل الآخرين يريدون ما تريد». والواقع، فقد شغلت الثقافة كقوة ناعمة الكثير من الباحثين والمفكرين والمثقفين، فضلاً عن الجهات الثقافية المعنية في دول العالم، وكان للثقافة القطرية نصيب من هذا النقاش، إذ سبق أن طُرح هذا المفهوم في عدة صروح أكاديمية وثقافية محلية، وخاصة مع بدايات انطلاق صافرة مباريات كأس العالم 2022 في قطر، حيث لعبت الثقافة دورًا فاعلًا في مجريات البطولة، ما عزز من حُسن توظيفها واستثمارها كقوة ناعمة. وهذا الأسبوع، تعيش الثقافة القطرية على وقع العديد من الفعاليات المهمة، ذات البعد العربي والإسلامي، على نحو استضافة الدوحة اليوم للمؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في دول العالم الإسلامي، وترؤس الدولة للمجلس الاستشاري للتنمية الثقافية في العالم الإسلامي، وكذلك ترشح مدينة لوسيل، لتصبح عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي 2030. وأغلب التوقعات أن يحظى هذا الترشح بالقبول بعد النجاحات التي حققتها الدوحة من قبل كعاصمة للثقافة العربية 2010، وكعاصمة للثقافة في العالم الإسلامي 2021. وخلاف هذه الفعاليات، تسجل الثقافة القطرية حضورها اللافت في العاصمة الأردنية، حيث تحل دولة قطر ضيف شرف الدورة الحالية لمعرض عمّان الدولي للكتاب، وتقديمها لبرنامج ثري، يعكس ثراء المشهد الثقافي القائم، علاوة على ذلك الاحتفاء الذي حظيت به جائزة كتارا للرواية العربية من جانب اتحاد الناشرين الأردنيين، بتكريم المؤسسة العامة للحي الثقافي، وتسليط الضوء على الجائزة بكل ما حققته من نجاحات في مشهد الرواية العربية. هذا الثراء الذي تعيشه الثقافة القطرية حاليًا، وما سبقه من زخم مماثل، وما تستند إليه من إرث زاخر، يجعلها جديرة بأن تكون إحدى الأدوات الفاعلة كقوة ناعمة، لا غنى عنها، الأمر الذي يمكنها من تحقيق الكثير من النجاحات في عالم اليوم، بكل ما يموج به من تحديات، وما يشهده من تطورات.