17 سبتمبر 2025

تسجيل

الخطاب السامي واستقرار الأمم والشعوب

25 سبتمبر 2020

خطابان مهمان لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر موجهان للأمم المتحدة ينمان عن مدى حرص سموه على مواصلة العمل الجاد من أجل التغيير والإصلاح وإنشاد العدالة للمنظمة الدولية، ومحثاً على مساندة الأمم والشعوب بكافة الإمكانيات الممكنة لنشر الأمن والاستقرار بما يحقق السلام. وقد أكد سموه على أهمية أن تقوم الأمم المتحدة بدورها المطلوب، خاصة أنها تأسست عام 1945 م بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945) وهي الحرب الدموية التي راح ضحيتها الملايين من البشر.. فأنشئت المنظمة بعدها مباشرة لتقود الأمم من جديد من أجل إحقاق الأمن في ربوع العالم ونسيان تلك الحروب التي كانت شر وبال على العالم بأسره. وأشار أيضا إلى أهمية زوال التوتر في العالم والعمل على نزع السلاح والاهتمام بقضايا البيئة والتنمية المستدامة ورعاية المرأة والشباب والتقدم العلمي وغيرها من القضايا. أما الإرهاب فهو من أهم الملفات التي تشغل العالم اليوم، حيث نوه سموه بأهمية استئصال جذوره من المجتمعات ومعالجته بكافة الطرق الممكنة لكونه أبرز التحديات في العصر الحديث. والأمر المهم أن سمو الأمير كان يؤكد على أهمية الثوابت القطرية نحو كافة القضايا والمستجدات العربية والعالمية دون استثناء، وهو ما يعكس حرصه على أن يكون الحل السياسي هو الأهم في هذه الفترة العصيبة. ولعل الخطاب الثاني لسموه في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ 75 للأمم المتحدة كان أكثر شمولية لأحداث الساعة وما يواجهه العالم من صعوبات تستلزم الوقوف في وجه كل من لا يسعى لتعزيز العدالة ومساءلة مرتكبي الجرائم والحروب، ولعل سموه يشير هنا إلى القضية الفلسطينية وأحداث سوريا واليمن وليبيا وغيرها من الدول.. كما يؤكد على أهمية إنشاد السلام في أفغانستان التي لعبت قطر فيها دوراً مهماً في استقرارها من خلال الجهود الجبارة التي بذلت لإحلال الاستقرار فيها. ونال حصار قطر جزءاً من خطابه، حيث أكد على أن حل الأزمة الخليجية يبدأ من خلال رفع الحصار الجائر الذي فرض على قطر منذ 5 يونيو 2017 م دون قيد أو شرط، وأن الحل يكمن من خلال الحوار غير المشروط. أما ما يتعلق بوباء كورونا (كوفيد - 19) فتحدث سموه عن جهود دولة قطر من خلال تقديم دعمها لحوالي 60 دولة ومنظمة دولية لمواجهة المرض وهي جهود كبيرة من أجل القضاء عليه قدر الإمكان بفضل هذه المساعدات الإنسانية، التي هي جزء من مساعدات إغاثية قدمت عبر السنوات السابقة من خلال حدوث بعض الأوبئة والكوارث البيئية التي وقعت في دول العالم. كلمة أخيرة: لعل أهم ما جاء في خطاب سمو الأمير الثاني هو التأكيد على عدالة القضية الفلسطينية وأن المجتمع الدولي يقف اليوم عاجزاً تجاه التعنت الإسرائيلي الذي تجاوز كافة الحدود.د. [email protected]