19 سبتمبر 2025

تسجيل

أسكتوا "نعيق الغربان" !

25 سبتمبر 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هذه رسالة مفتوحة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، على أمل أن يطلع عليها، أو أن يعلمه أحدهم بما جاء فيها، أو أن تتلقاها إدارة محطتي القمر الصناعي العربي "عرب سات -نايل سات"، وبهذا يتحقق المراد.الإرهاب ياسيدي ليس ما تقوم به جماعات تحمل السلاح وتسفك الدماء، واعتدنا أن نصفهم بالمتطرفين فقط، فهناك حواضن شعبية لهم ولأفكارهم المتطرفة، ومنابع تمويل فكري ومالي، بل هو أيضا تلك الوسائط المغذية له والمشّجعة كوسائل الإعلام، فما هو دور الإعلام في إيجاده ونشره؟الإرهاب وسيلة وأداة,وله أشكال عديدة، منه الديني والعرقي والطائفي والسياسي والفكري..إلخ، والأكثر فتكا هو الفكر الضال الذي يبرع بتحريف الكلم عن مواضعه خدمة للغاية والهدف، والأشد خطورة هي الحاضنة الجماهيرية لهذه الجماعات، وليس شرطا تبنّي أفكارها بالمطلق، بل ربما لشعور هذه الحواضن والبيئات الشعبية بالظلم والقهر، ما يدفعها إلى احتضان الجماعات والتنظيمات المتطرفة التي تلجأ إلى حمل السلاح ونشر الفوضى وتدمير المجتمعات بدوافع الانتقام، أو لأسباب أخرى.كما أن اللجوء إلى استخدام السلاح وفوضى العنف من وسائل الإرهاب، فكذلك الإعلام بأشكاله المرئية والمسموعة والمكتوبة ووسائط التواصل الاجتماعي إذا سيء استخدامها تصبح وسائط "إرهابية" خطيرة .انتشرت محطات التلفزة وملأت فضاءات هذا العالم الرحب، وبدأ البعض منها منذ سنوات طوال يبث السموم والافتراءات ضد العرب والإسلام وروّاده الأوائل من الصحابة وخلفاء الرسول الكريم، وشيطنتهم وكيل الشتائم لهم وتجريمهم بكل ما هو مسيء إلى نهجهم، بادعاء اغتصاب الخلافة والحكم والسلطة من مستحقيها.هذا الأمر وقد مضى عليه أربعة عشر قرنا ونيف، لا يفصل فيه إلاّ الله تعالى يوم القيامة، والسؤال الآن يتعلق بالفضائيات التي تتخذ من هذا الأمر مادة رخيصة للتهجم على أهل السنة والجماعة ونعتهم بـــ "العمريين" الكفرة كخليفتهم عمر بن الخطاب، ووصفهم لبعض أزواج الرسول عليه الصلاة والسلام بما لا يليق بهم، وتلفيق الأباطيل وشتمهم ورميهم بالكفر ...إلخ. برامج هذه الفضائيات، ومعظمها يبثّ في غلاف دول الإقليم العربي، مثال قنوات "آل البيت،الأنوار، الصفا ،الثقلين ،النعيم ..إلخ"، ومحطات تلفزة أخرى تحمل اسم مدن في العراق وإيران، وإن كانت أقلّ غلوّا وتطرفا، باعتقادي تتساوى في الخطر مع السلاح القاتل الذي يستخدمه الإرهابيون ضد خصومهم، وهي التي تستنبت بذور التطرف وترعاه وتنشر الفكر العقائدي الضال، وتملأ القلوب بالقسوة والكراهية والحنق والغضب والخصومة لما تعرضه من حوارات في المجال الثقافي الديني المشبّع بأفكار وفتاوى ودروس دينية تحريضية.الحرب على الإرهاب ياسيدي، حرب أساسها الأفكار، وبعض محطات التلفزة هذه إحدى الوسائل والأدوات المستخدمة في هذه الحرب الهوجاء، وهي تبث عبر القمرين "عرب سات ونايل سات" باشتراكات مالية سنوية، وإن كنتم حريصين على مكافحة الإرهاب وصانعيه والكراهية وناشريها، وتجفيف منابعه المالية ومستنبتاته البشرية، فمن باب أولى أيضا تجفيف منابعه الفكرية التحريضية، ومصادر أفكاره الضالّة والمضلّله، بإغلاق هذه المنابر الإعلامية، أو الطلب من إدارة "عرب سات ونايل سات" بإلغاء اشتراكات هذه المحطات التلفزيونية، أو بوقف مثل هذه البرامج تحت طائلة عقوبة الإغلاق، حفاظا على وحدة الإسلام وشعوبه.الأمر يحتاج إلى تحرك جاد وفعال من "بيت العرب" لوضع حد لأدعياء الدين، ومن يسمون أنفسهم "العرّافين والمتنبئين"... وإلى الخميس المقبل.