20 سبتمبر 2025
تسجيلالكلمة التي ألقاها السيد محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي، التي أكد فيها أنه تقدم بطلب انضمام دولة فلسطين للأمم المتحدة باعتبارها دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف على حدود عام 1967م، كانت هذه الكلمة بمضمونها رداً على كل التساؤلات التي كانت تثار حول هذه الشخصية الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية التي كانت تشير بأصابع الاتهام إلى هؤلاء بالتفريط في الحق الفلسطيني، خاصة بعد توقيع اتفاق أوسلو، وبعد تلك المفاوضات التي استمرت ثمانية عشر عاماً بعد توقيع هذه الاتفاقية لأن من كانوا يثيرون هذه التساؤلات وأنا واحد منهم كانوا يرون في أداء هذه السلطة وتعاونها مع العدو الصهيوني أمنياً وغضها الطرف عن جرائم وإرهاب العدو في الضفة الغربية وبالذات المذابح التي ارتكبها هذا العدو في قطاع غزة واستمرار تلك المفاوضات رغم حملات القمع والإرهاب والتشريد والقتل ورغم استمرار الاستيطان وتهويد القدس، كنا نرى في هذه السلطة المتعاونة مع هذا العدو رغم كل ذلك انها فقدت وطنيتها وفقدت شرعيتها وفقدت مصداقيتها بل وفقدت دورها في تمثيل الشعب الفلسطيني. لكن كلمة الرئيس عباس الأخيرة أكدت أن هذا الزعيم الفلسطيني لا يزال يتمسك بالحق الفلسطيني وبالذات الحق التاريخي بفلسطين التاريخية من البحر إلى النهر، ومن يقرأ كلمته بدقة وتمعن يدرك هذه الحقيقة عندما أشار بوضوح إلى حق العودة وتحدث بصدق عن فلسطين كل فلسطين وعندما تحدث عن جرائم وإرهاب العدو الصهيوني، خاصة تلك الجرائم بحق الأسرى والمعتقلين والاستيطان ومحاولات تهويد القدس وعن أهداف هذا العدو من الدولة اليهودية وعن حصار غزة وجدار الفصل العنصري وكل القضايا التي تهم شعب فلسطين والأمة العربية، لهذا حظي هذا الخطاب التاريخي بالتصفيق والتحية وكنت من بين المصفقين العرب له، لكن ما نخشاه جميعاً أن يكون هذا الخطاب مرحلياً ويتبخر ويتلاشى مضمونه فور العودة إلى المفاوضات مع هذا العدو. لهذا، نأمل من السيد عباس والسلطة الوطنية الفلسطينية التمسك بمضمون ذلك الخطاب وترجمته على أرض الواقع وهذه الترجمة لا تقتصر على السيد عباس والسلطة الوطنية الفلسطينية أو منظمة التحرير الفلسطينية فقط، وإنما يجب أن يساندها النظام الرسمي العربي ومعه كل الشعب العربي وهذه المساندة وهذا الدعم سوف يظهران فور التصويت على طلب عضوية دولة فلسطين في مجلس الأمن الدولي يوم الإثنين القادم، ففي هذا اليوم سنعرف العدو من الصديق وسنعرف من يقف مع حقنا الفلسطيني والعربي ومن يقف مع الاحتلال الصهيوني، وهنا أتذكر كلمات الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن بعد تفجيرات نيويورك الإرهابية عام 2001، عندما قال "من ليس معنا فهو ضدنا"، ورغم أن تلك التفجيرات الإرهابية ينقصها حق المعرفة وينقصها من كان يقف خلفها لأن الشبهات تدور حول دور المخابرات الأمريكية والصهيونية بالوقوف وراءها رغم كل ذلك فقد حدد الرئيس بوش العدو من الصديق، ونحن اليوم نقول ونكرر جملة الرئيس بوش أثناء التصويت على الاعتراف بحقنا بإقامة الدولة الفلسطينية لأن هذه القضية، قضية عادلة ولا ينقصها الحق ولا تشوبها الشبهات أو التكهنات وأكدتها المواثيق الدولية وقرارات الشرعية الدولية والأهم من كل ذلك أكدتها وتؤكدها الجغرافيا ويؤكدها التاريخ رغم أنها على حدود 22% فقط من هذه الجغرافيا وهذا التاريخ. لهذا نكرر مقولة بوش اليوم "من ليس معنا فهو ضدنا"، ومن سيقف ضدنا فهو عدو للشعب الفلسطيني والشعب العربي وهذا يتطلب التعامل مستقبلاً مع هؤلاء كأعداء لنا ولحقوقنا المشروعة، فهل يستطيع النظام الرسمي العربي أن يتعامل مع هؤلاء الأعداء مستقبلاً كأعداء؟ لأن عند التصديق يعرف العدو من الصديق.