18 سبتمبر 2025

تسجيل

اليوم الوطني السعودي "وما آفة الأخبار إلا رواتها"

25 سبتمبر 2011

تحفنا في السعودية الآن أجواء الاحتفال باليوم الوطني الحادي والثمانين وهو ذكرى تأسيس المملكة العربية السعودية تحت هذا المسمى عام 1351 هـ بعد انقضاء مراحل التوحيد وضم المناطق والأقاليم على يد جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في رحلة جهاد طويلة ولم تكن سهلة على الإطلاق بالمعنيين السياسي والعسكري والتي انطلقت من الكويت عام 1319هـ بفرقة قوامها أربعين رجلاً فقط لاسترداد الرياض عاصمة الدولة السعودية في مراحلها السابقة ثم الأحساء وحائل وعسير والحجاز بعد أن كانت دويلات متناثرة ومتناحرة يغلب على طابع الحياة فيها مظاهر الفقر والجهل وانحسار الأمن. وقد تجلت في ملامح الاحتفال هذا العام مشاعر الفرح الكبير بالمناسبة بين عموم المواطنين خلافاً للنمطية المعتادة للتعامل مع هذه الذكرى إثر تكثيف معنى الوطنية وتعميق مشاعر الانتماء للوطن المترامي الأطراف والمتعدد المذاهب والثقافات المتنوعة فكان مضمون رسالة المؤسسة الإعلامية الاستعراض الواقعي أمام المتلقي للمقارنة بين حالتين مرت بهما البلاد قبل وبعد التأسيس حيث تبدلت مظاهر الحياة وموجوداتها التي انتقل خلالها الإنسان السعودي إلى مقدمة الركب الحضاري العالمي بفضل ما توفر له من معطيات وفرتها الدولة خلال عمرها الزمني المحدود نسبياً مقارنة بعمر الدول والحضارات فشمل التحول كافة مقومات الحياة ومظاهرها بعد إن عانى الإنسان هنا كثيراً في أمنه وعموم معاشه. ويتزامن الاحتفال باليوم الوطني هذا العام مع حملة الانتخابات البلدية الثانية في المدن والمناطق السعودية في تأكيد على مشاركة المواطن في صنع القرار إضافة إلى التوسع في مناقشات مجلس الشورى ضمن جملة الإصلاحات المتنوعة التي يقودها الملك السادس للبلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي نأى بالبلاد عن الكثير من الأزمات العالمية والمحلية والمتمثلة في تكثيف محاربة فلول الإرهاب وتعقب مصادره خاصة بعد تورط بعض المغرر بهم في أحداث إقليمية وعالمية كأحداث الحادي عشر من سبتمبر بل كان الملك عبدالله أكثر حصافة في الشأن الداخلي بتأسيس هيئة البيعة لضمان استمرارية مؤسسة الحكم وفق المحددات المتوافقة مع نهج الأسرة الحاكمة ومتطلبات الوطن والمواطنين وإنشاء مؤسسة لمكافحة الفساد وتوسيع فرص العمل أمام المواطنين وزيادة دخولهم حيث فاقت الزيادات التي نالها المواطنون إلى أكثر من 40 في المائة منذ توليه زمام الأمور في البلاد إضافة إلى الاهتمام بالإسكان ودخول الأسر المستفيدة من الضمان الاجتماعي ضمن حزمة قرارات أعلنت بعد عودته حفظه الله من الرحلة العلاجية مطلع العام الحالي والتي تزامنت أيضاً مع وقفة عموم السعوديين وإفشالهم لحملات النيل من انتمائهم الوطني في تلك الثورة الساقطة التي أسميت " ثورة حنين "حيث تبدى للمواطنين ما يحاك ضدهم وضد بلادهم من مكر ودسائس مغرضة لا تنسجم أبداً وشعورهم الفكري المتوافق مع نهج الدولة منذ تأسيسها بتحكيم شرع الله وتطبيق سنن دين نبيه الكريم عليه السلام في كل مظاهر البلاد ومناشطها وكذلك ما نعموا به ضمن التحول في نمطية حياتهم ومكتسباتهم التي نقلت مشهد الحياة العامة من التخلف والجهل إلى مراتب متقدمة أهلت البلاد إلى دور ريادي عالمي ضمن مجموعة العشرين وبنمو اقتصادي يصل إلى 6.5 في المائة مع نمو حجم الناتج المحلي إلى 2.17 تريلون ريال لهذا العام. هذا إضافة إلى أن إحساس عموم المواطنين هنا بوحدتهم الفريدة والرائعة بعد الشتات وانعدام الأمن كذلك شعورهم بالدور المحوري والإسلامي الكبير لبلادهم باعتبارها حاضنة للحرمين وقبلة المسلمين التي شهدت مواقعها في العهد السعودي الحديث نقلات تاريخية وقياسية تمثلت في توسعات الحرمين وعموم مشاريع المشاعر المقدسة التي يفد إليها ملايين المسلمين كل عام بعد إن ظل الحج والسبيل إليه تحفه المشقة والمخافة. أيضاً تشمل الجهود الإصلاحية للملك عبدالله استيعاب الرأي الأخر وتوسيع مداه والعمل على إدراجه ضمن منظومة العمل العام في تأكيد على أحقية الجميع في الرأي والمشاركة ودون استثناء أو طبقية أو مذهبية فالكل سعوديون بضمانة الملك باعتباره ولياً لأمر الجميع فهو من يحث أمراء المناطق والوزراء على سماع صوت المواطن وفتح الأبواب أمامه وقضاء حوائجه دون منة أو تخاذل وهو من أوفد أكثر من 200 ألف طالب وطالبة للدراسة في أرقى الجامعات العالمية في القارات الخمس على نفقة الدولة مع توسع عدد الجامعات الداخلية لأكثر من 30 جامعة وهو من فتح أمام الإعلام مجالاً أوسع للتعبير وحرية الكلمة والرأي بل وكتب في صدر مجلسه الذي يستقبل فيه عموم مواطنوه عبارة تقول " وما آفة الأخبار إلا رواتها " في تأكيد على رحابة صدره لسماع الجميع بمصداقية وود وليقطع الطريق أمام مروجي الإشاعات والفتن وليؤكد إن البلاد ماضية نحو الإصلاح والقيام بدورها ووفق عقيدتها ونهجها تجاه الجميع مواطنون وأخوة في العروبة والعقيدة بالتعاون والمحبة والصدق من الجميع مهما روج المروجون ومهما تناقلت آلات الكذب عن البلاد من دسائس وأقاويل باطلة وهو أيضاً من صان جناب العلم والعلماء بمنع وتجريم الإساءة أو النيل منهم. ومع مجمل ما تقدم كان السعوديون يحتفلون بيومهم الوطني هذا العام أكثر حباً لوطنهم وقائدهم وأكثر تأكيداً للمضي نحو المستقبل بلحمة واحدة وفريدة. [email protected]