09 سبتمبر 2025
تسجيلأعتقد جازماً أن ما كتب عن أبي الطيب المتنبي من دراسات ومقالات وبحوث ودراسات علمية وأكاديمية يوازي ما كُتب عن معظم الشعراء العرب في كل العصور، وأن ما لفت نظري وجعلني أخوض هذا الغمار ما كتبه أو تناوله الشعراء العرب حتى أن البعض قد استعار اسم المتنبي مثل النص المسرحي.. "المتنبي يبحث عن وظيفة"، ولا يمكن أن يخوض أحدنا غمار الكتابة عن هذا المبدع العربي الكبير دون أن يقلب في السفر الأدبي للكاتب الكبير محمود محمد شاكر حول كتاب "المتنبي" والسؤال المحير.. مع كمّ المعارك التي دخلها هذا الكائن بدءًا بعداوته مع "ابن خالويه" مع ذلك فقد ترنم وهو يرحل عن حلب في رائعة من روائعه "ما حر قلباه.. إلخ" إلى أن يقول: "أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي.. إلخ". ومع ذلك فقد دافع عنه "المعري" وطرد بسببه من مجلس الشريف الرضي وأهين.. كان يعي ويدرك قيمة هذا السيد الذي لا يجاريه أحدٌ في الشعر.. وإذا كان الحديث عن شعره فأعود إلى أيام الدراسة في قاهرة المعز وأذكر أستاذنا أستاذ النقد الدكتور محمد عناني.. الذي غير من نمط التدريس وكان بخلاف أستاذنا الدكتور إبراهيم حماده.. كان الدكتور محمد عناني يخلق مع الطلبة علاقة ودّ.. وذات مرة ترنم ببيت للمتنبي.. خلاصته فعل أمر:.. "أقل أين اقطع احمل عل سل أعد زد هش بش تفضل سر ادني صل" كان هذا البيت عبر مراهنة بين المتنبي وأحد الأمراء.. ومع تعدد المصادر والأعمال الدرامية فإن هذا الشاعر الكبير لم يأخذ حقه.. نعم التحق بركبه العديد من شعراء لغة الضاد وتأثروا به عبر العديد من القصائد.. لدينا كما أسلفت المعجون بحبه الشاعر الشاب محمد علي المرزوقي والشاعر خالد أحمد العبيدان وغيرهم، كما أن قصائده أو بعض أبياته يتم تناولها كالحكمة أو المثل، وحولت سيرته إلى أسطورة. - وما الدهر إلا من رواة قصائدي إذا قلت شعرًا أصبح الدهر منشدًا - على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم - أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم - الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم والمتابع لقصائد هذا الشاعر العربي الكبير يقف عاجزًا بحق عن متابعة ما خلده ذلك أن التنوع في أطر القصيدة أبرز ملامح إبداعاته.. والآن سوف أخوض معه ومعكم فيما استحضره الشعراء العرب في عصرنا الحديث، وكيف كان هذا الشاعر محور اهتمامهم.. فإلى اللقاء في الأسبوع القادم.. [email protected]