27 أكتوبر 2025

تسجيل

الوشاية والكذب

25 أغسطس 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تعرَّف الوشاية في اللغة بأنها: نقل ما يكره نقله سواء كرهه المنقول عنه أو المنقول إليه، وسواء كان النقل بالتصريح أو بالتلويح أو الكتابة أو الحركة، وسواء كان المنقول عيبًا أو نقصًا في المنقول عنه أو لم يكن، وذلك بنقل أخبار لا أساس لها من الصحة إلى الناس مع علم المبلغ بزيفها. وتحضرني قصة رائعة من قصص العرب الخالدة في الجاهلية وقبل الإسلام ما ذكره ابن قتيبة حيث قال:- كان بين حاتم الطائي وبين أوس بن حارثة ألطف ما يكون بين اثنين من محبة وصداقة عميقة، فقال النعمان لبعض جلسائه:- لأفسد بينهما، فدخل على أوس وقال:- إن حاتم يزعم أنه أفضل منك، فقال :- أبيت اللعن صدقت لو كنت أنا وأهلي وأولادي لحاتم لوهبنا في يوم واحد. وخرج ثم دخل على حاتم وقال له مثل ذلك، فقال: صدق وأين أقع من أوس وله عشرة ذكور أدناهم أفضل منى، فقال النعمان: ما رأيت أفضل منكما وكفيتم العرب فخراً. ونجد هنا أن الواشي النعمان لم يستطع أن يصل إلى هدفه وأن يفتن بين حاتم الطائي وصديقه وأن يشعل فتيل الفتنة بينهما وذلك لأن كلامهما يتسم بدماثة الخلق وطيب الخصال ومن أبرز ما اتصفوا به من الإيثار وخلو القلب من الحقد والغيرة والحسد، والوشاية من السلوك السيئة التي من شأنها أن تأجج نار الفتنة بين أعز الأصدقاء فإذا اتصف أحدنا بمثل ما اتصف به كل من حاتم وصديقه لعاد كل واشٍ وكاذب إلى بيته، وهنا تتبين حكمة الشخص وحنكته في التعامل مع مثل هذه المواقف وعدم التصديق السريع والاستعجال بالرد مما يجعله ثابتاً حكيما راقياً لا يتأثر بكلمات تلوكها ألسن الحقد والغيرة. خاطرة ونحن الآن نمر بظروف توتر الأزمة الخليجية، وقد اشتعلت نار الوشاية والكذب بين أهلنا وإخواننا، وكيف كنا وكيف أصبحنا يحضرني ذكر سيدي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في خطابه الأخير حين قال: لقد حزنا كثيراً ونحن نتابع كيف تقوم بعض الدول باتباع أسلوب التشهير والافتراء على قطر بنوع من الوشاية السياسية ضدها في الغرب، فهذا في كل الأعراف عيب: أولاً لأن الادعاءات غير صحيحة، وثانياً لأنها مساس بغير حق بدولة شقيقة، وذكر أيضاً موضوع الوشاية والكذب وأن لا نعلم أبناءنا هذه الرذائل التي تفسد السلوك، ويكبر عليها الطفل ويصبح منافقاً صاحب وجهين حيث قال يجب أن نعلم أبناءنا منذ الصغر أن الوشاية والكذب هما رذيلتان من أسوأ الرذائل؟ أليس التشهير وتلطيخ السمعة جريمة يحاسب عليها القانون في جميع الدول المتحضرة. [email protected]