19 سبتمبر 2025

تسجيل

عشر مباركات

25 أغسطس 2017

ها هي أيام العشر من ذي الحجة تهب علينا من جديد بنفحاتها الإيمانية، فهي فرصة ما دام الواحد منا على موعد معها وعلى قيد الحياة والحمد لله، إنها لفرصة ثمينة، وقد لا نعود إليها، وما أجملها من فرصة وغنيمة للتزود من الصالحات واكتساب الخيرات، فإدراك هذه العشر نعمة عظيمة، والكيس الفطن صاحب البصيرة يعرف كيف يستثمر هذه الأيام أفضل استثمار. عشر مباركات لتصحيح المسارات ولم شمل أهل الخليج قاطبة بعد هذه الأزمة المفتعلة ضد دولة قطر-حفظها الله-. عشر مباركات لكي تعود دول الحصار إلى رشدها وبصيرتها وتعتذر لدولة قطر على ما أقدموا عليه من كذب وافتراء وتلفيق وتطاول، والاعتذار من شيم الكبار، فهل تتحرك فيهم هذه القيمة؟ عشر مباركات لتتصافح القلوب قبل الأيادي وتلتقي فيها - أي في أيام العشر- حتى يكون بإذن الله عيدنا عيد الأضحى عيد أحلى وأجمل عيد على أهل الخليج وتعم الفرحة والبسمة. اللهم ألّف على الخير قلوبنا.. عشر مباركات لتطهير منطقة الخليج العربي من مرتزقة الدسائس، ومن مثيري الفتن، وتنظيفها من الطفيليات الزائدة علينا وعلى مجتمعنا الخليجي الواحد، وكل من يريد بالخليج العربي وأهله سوءا وشرا وكيدا. عشر مباركات لتعظيمها، فلنعظم ما عظمه الله سبحانه وتعالى "ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ"، وهذه العشر المباركات من شعائر الله تعالى. فهل ندرك ونستشعر هذه المعاني والمفاهيم التدبرية من هذه الآية الكريمة ونحركها في حياتنا وتعاملاتنا اليومية الفردية والمجتمعية والإقليمية والعربية والإسلامية. عشر مباركات لجمع الكلمة ووحدة الصف وإعادة ترتيب البيت الخليجي بأفضل وأحسن مما كان عليه في السابق. اللهم وحد صفوفنا واهدنا إلى كلمة الحق وإلى طريق مستقيم. عشر مباركات لصفاء النفوس وطهارة القلوب من الحقد والحسد والغل والبغضاء، والألسن من السب والشتم والطعن واللعن والقذف والتطاول، وكذلك التسامح مع من حولنا وقبول الأعذار والتغاضي عن الزلات والعثرات والهفوات والأخطاء مهما كانت، فالنفس الكبيرة لا ترضى بسفاسف الأمور. عشر مباركات تعلّمنا التواصل الإيجابي، والعمل الإيجابي، والتفكير الإيجابي، والتحرك الإيجابي من أجل خدمة الدين والوطن والمجتمع والأمة "لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ". ومضة: فلنتأمل هذا الحديث الشريف... عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام - يعني أيام العشر - قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلاّ رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء". رواه البخاري.