20 سبتمبر 2025

تسجيل

"مفهوم الرضا"

25 أغسطس 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الرضا في اللغة: ضد السخط، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "اللهم إني أَعوذُ برضاكَ من سَخَطِكَ". ويُراد به: تقبُّل ما يقضي به الله عز وجل من غير ترددٍ، ولا معارضة. وهو ارتفاع الجزع في أي حكم كان، ويعرّف بأنه سُكون القلب إلى قديم اختيار الله للعبد، بأنه اختار له الأفضل، فيرضى به. وهو باب الله الأعظم، ومستراح العابدين، وجنة الدنيا. قال الله تعالى: "رَّضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ" (المائدة: آية 119). وعن أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يَأْخُذُ عَنّي هَؤُلاَءِ الكَلِمَاتِ فَيَعْمَلُ بِهِن أو يُعَلّمُ مَنْ يعْمَلُ بِهِنّ؟". وليس من شرط الرضا ألا يحس الإنسان بالألم والمكاره، بل ألا يعترض على الحكم ولا يتسخطُه. فعن علي بن الحسن رحمه الله قال: رأيت رجلًا ذاهب النصف الأسفل لم يبق منه إلا روحه في بعض جسده، ضرير البصر، على سرير مثقوب، فدخل عليه داخل؛ فقال له: كيف أصبحت يا أبا محمد؟ قال: ملك الدنيا، منقطع إلى الله، ما لي إليه من حاجة إلا أن يتوفاني على الإسلام". وهناك فرق بين أن ترضى قدرًا وبين أن ترضى إيمانًا، فمعنى أن ترضى قدرًا كأن تقول لك: ليس بيدنا شيء. أما أن ترضى إيمانًا فتشكره على قضائه وقدره. لذلك قال علي رضي الله عنه: "الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين". ومن الثابت أن الإنسان بين حالين، بين حالة الرضا وبين حالة السخط فلو أن الإنسان في أعلى مستويات الحياة، له دخل غير محدود، بيت متميز، مركبة فارهة، أي كل شيء في أعلى مستوى، ولم يكن هذا الإنسان راضيًا بجميع أمر الله فهو أشقى الناس. ولنا في أنبياء الله ورسله أسوة حسنة وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أفعال وأقوال عن الرضا بمقدور الله، ونذكر منها: لما قدم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه إلى مكّة وقد كُف بصره، جعل الناس يُهرعون إليه ليدعو الله لهم، فجعل يدعو لهم (وكان سعد مستجاب الدعوة) . قال عبد الله بن السائب: فأتيته وأنا غلام، فتعرفت عليه، فعرفني، فقلت له: يا عمّ، أنت تدعو للناس فيشفون، فلو دعوت لنفسك أن يردّ الله بصرك، فتبسم وقال: "يا بُنيّ قضاء الله أحبّ إلى من بَصري".