08 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في الأخبار العاجلة التي نشرتها وكالات الأنباء على مشتركيها في اليومين الفائتين، أكثر ما يلفت الانتباه، الدعوة التي وجهتها الولايات الأمريكية المتحدة إلى رعاياها الذين يعيشون في قطاع غزة للمغادرة "في أقرب وقت ممكن"، ومحذرة مواطنيها الآخرين من مخاطر السفر إلى هناك، في أعقاب قصف الجيش الإسرائيلي ليلة الإثنين الماضي عشرات الأهداف في قطاع غزة، وهي بالطبع ما تعتقد أنه مواقع للأنفاق. تحذير الخارجية الأمريكية ليس مفصولا عن رؤية مسبقة وواضحة تجمّعت لديها مبنية على معلومات استخبارية بأن (إسرائيل) تنوي توسيع نطاق العدوان على القطاع، وما قصف الأهداف المنتقاة لطائرات العدوان سوى مقدمة لما هو أوسع وأشمل، وقد يأخذ منحى خطيرا في أي وقت. (إسرائيل) تسعى من وراء رفع التوتر وتسخين جبهات القتال على قطاع غزة، لأمور منها،الأول، تغطية اللقاء المتوقع بين رئيس حكومتها والرئيس الفلسطيني في القاهرة، وهو ما يسعى إليه نظام الجنرالات برئاسة عبدالفتاح السيسي (قبيل اللقاء الذي تتناوله وسائل الإعلام بين نتنياهو وعباس في موسكو بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين)، الثاني، تغطية هذا اللقاء تحت مزاعم وقف النار بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، الثالث، محاولة إقناع الرأي العام في إسرائيل أن الحكومة مستمرة في جهودها للإفراج عن جنودها الثلاثة الأسرى لدى حركة حماس في غزة تحت صوت المدافع والقصف. تلك التي تتعلق بالعدوان الصهيوني على القطاع (الإثنين)، ومن المتوقع أن يأخذ منحى خطيرا، فيتدحرج إلى ما هو أوسع، مع ما تسعى إليه (إسرائيل) من محاولات تدمير الأنفاق الحدودية بمجرد الكشف عنها، ما يزيد من فرص إشعال فتيل مواجهة جديدة، تعيد للأذهان الحرب العدوانية التي شنت على قطاع غزة خلال صيف 2014.. كذلك فإن (إسرائيل) تتذرّع الرد على قصف المقاومة الفلسطينية للمستوطنات المحيطة بغلاف القطاع. كما وضعت على سلم أولوياتها كشف وتدمير الأنفاق العابرة للحدود، وتلك المتجاوزة، والتوغل ثم الانسحاب بعد انتهاء المهمة، وهذا ما تعتبره المقاومة في قطاع غزة تجاوزا لاتفاق التهدئة الذي رعاه النظام العسكري في مصر، في أعقاب الحرب الأخير. وما بات يعرف بعمليات (الجرف الصادم العام 2014). الاستقراء الموضوعي لما يحدث، والأفق المسدود الذي آلت إليه مفاوضات التسوية، إلى جانب ما يتردد عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية وقادة المؤسسة العسكرية حول القدرات العسكرية المتصاعدة للمقاومة الفلسطينية وفي المقدمة منها كتائب القسام التابعة لحركة حماس، كما أن تجارب المواجهات السابقة، وما أضافته من كفاءة المقاومين، وقدراتهم القتالية، تؤكد أنه إذا ما فكّرت (إسرائيل) بشن عدوان جديد على قطاع غزة هذا الصيف، فإن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لن يستسلم لأهداف أي عدوان. ولنوجز الكلام بتصريح للخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات الذي لم يستبعد إمكانية تنفيذ الاحتلال لتهديداته بشن الحرب الرابعة ضد فلسطينيي القطاع، انطلاقًا من الطبيعة العدوانية لإسرائيل، فالأجواء الحالية السياسية والأمنية في القطاع والضفة الغربية، تتماثل في تفاصيلها، تلك التي كانت سابقة للحروب العدوانية الثلاثة على القطاع. فالإعلام الإسرائيلي اليوم بدأ يهيئ أرضية العدوان تعليقا على حدث إطلاق الصواريخ بين الحين والآخر، وبدأ يتوسّع بنشر الصور للاستعدادات اللوجستية العسكرية حول غلاف قطاع غزة، وأخذ ينشر الصور الموجّهة سياسيا عن تدمير أنفاق المقاومة، وينقل تصريحات لكبار القادة العسكريين عن النجاح الذي يحققونه وعن مخاطر هذه الأنفاق على حياة المستوطنات المحيطة بالقطاع.