18 سبتمبر 2025
تسجيليتوقف المرء ويتأمل بعض الأحداث التاريخية، كيف تعامل أهل الإسلام معها، ولك أن تفتخر وترفع رأسك. فمن هذه الأحداث "مجاعة أيرلندا الكبرى أو مجاعة البطاطس الأيرلندية، حدثت بين 1845م و 1852م. وتسببت في وفاةَ مليون إنسان وهجرة مليون آخر من أيرلندا، فانخفضت نسبة السكان بحوالي 20%-25% بالمائة في الجزيرة، كان ثلث سكان أيرلندا يعتمد على أكل البطاطس في التغذية بسبب الفقر، وفي أربعينيات القرن التاسع عشر أتلفت آفة زراعية، تُسمى باللفحة المتأخرة، محاصيل البطاطس في أنحاء أوروبا، وكذلك تضررت أيرلندا، ولكن بشكل كبير، فتفاقمت فيها الخسائر البشرية، ويرجع ذلك إلى عدد من الأسباب الاقتصادية والسياسية والثقافية التي تظل محل جدل تاريخي، وفي أثناء هذه المجاعة استمر دفع الإيجارات والضرائب والتصدير، لقد غيرت هذه المجاعة المشهد السكاني والسياسي والثقافي في أيرلندا إلى الأبد، وأصبحت نقطة تاريخية فاصلة في تاريخها" فتأمل...وكانت هناك جهود الإغاثة فقد "جُمعت تبرعات بقيمة 14000 جنيه استرليني من الجنود الأيرلنديين والموظفين الأيرلنديين في شركة الهند الشرقية في كلكتا، كما تبرع البابا بيوس التاسع بمبلغ مالي، وتبرعت الملكة فيكتوريا بألفي جنيه إسترليني، وتم جمع 171,533 جنيها من إنجلترا وأميركا وأستراليا استجابة لرسالة وجهتها الملكة فيكتوريا، وبلغ مجموع التبرعات البريطانية حوالي مئتي ألف جنيه إٍسترليني " فتأمل... وتأمل جهود الخلافة الإسلامية العثمانية كيف كان تعاملهم مع هذا الحدث؟ وكيف كانت الإغاثة؟ وكيف كان سخاؤهم؟ وكيف كانوا يصنعون الخير ويبادرون إليه؟ فقد "أَعلنَ السلطانُ العثماني عبد المجيد الأول رحمه الله عن نيتِه التبرعِ بعشرةِ آلاف جنيه إسترليني للفلاحين الأيرلنديين، فطلبت ملكة بريطانيا فيكتوريا جعلها ألف جنيه، لأنها هي نفسها لم تتبرع إلا بألفي جنيه، لكن السلطان العثماني أرسل ألف جنيه ومعها ثلاثة سفن محملة بالأطعمة، وقد منعت بريطانيا دخولها لمينائي بلفاست و دبلن، إلا أن الأطعمة وصلت إلى ميناء دروكيدا على متن السفن العثمانية. وتوجد رسالة شكر محفوظة في الأرشيف العثماني بتركيا موجهة إلى السلطان من وجهاء أيرلنديين لمساعدته واعترافاً بجميله " فتأمل... "ومضة" دين كريم وعظيم يُعلمنا كيف نكون مع الغير في مصائبهم وكوارثهم، حتى ولو كانوا على غير ديننا. إنه دين لا يعرف التفرقة والعنصرية، إنه دين الرحمة والعالمية والإنسانية. تعلّموا يا أدعياء الدفاع عن حقوق الإنسان، من ديننا الإسلامي الخالد الأخلاق والقيم والمبادئ. أنتم تعرفون ديننا وتاريخنا.