07 أكتوبر 2025

تسجيل

هل يسقط العملاق؟

25 أغسطس 2013

محمد عبده ذلك الفنان العملاق الذي أسس لمدرسة فنية وإبداعية قد لا تتكرر أبداً، محمد عبده صاحب أجمل نبرة صوتية عزفت على أوتار مشاعرنا أجمل الأنغام منذ بداياته وحتى الآن، محمد عبده ذلك الشامخ الصامد في وجه زمن فني هابط وزمن جيل فني عكس فيه الفنانون أو أشباه الفنانين كل اتجاهات الفن الجميل، محمد عبده صاحب لنا الله وسكة التايهين ومركب الهند وأبعاد وضناني الشوق والرسايل والأماكن وردي سلامي وصوتك يناديني وجمرة غضى وعذبة أنتِ ووهم وبنت النور وآخر زيارة وعلى البال ومجموعة إنسان والفجر البعيد وشبيه الريح والهوى الغايب وواحشني زمانك وجاني كلام وكل الأشياء الجميلة التي بناها في عالمه الغنائي وشكل بها تاريخا فنيا رائعا من خلال ثنائيات عملاقة شكلها هو مع الشعراء الذين شدا بقصائدهم كالشاعر خالد الفيصل وفايق عبدالجليل وعبدالرحمن بن مساعد وأسير الشوق وبدر شاكر السياب وبدر بن عبدالمحسن وبدر بورسلي وأبو القاسم الشابي وخالد بن يزيد وإبراهيم خفاجي وبقية الأسماء اللامعة على الساحة الشعرية والحاضرة دوما رغم الغياب. باختصار محمد عبده ثروتنا الفنية الأجمل لذلك كله ولكل ما لا يتسع هنا المجال لذكره يحق لنا أن نعتب عليه ظهوره الأخير في كليبه الجديد (وحدة بوحدة) ولم أستغرب أبداً تلك الموجة الحادة من الانتقادات والهجوم الذي تعرض له هذا الكليب سواء من الأقلام الصحفية الناقدة أو على مواقع التواصل فلو كان غيره قد فعلها لتغاضى عنه الجمهور لكنه كرمز فني يعتبره الجمهور قدوة فنية نادرة لا يليق به أبداً حيث ظهر فنان العرب مؤخرا عبر لقطات كليب أغنيته وحدة بوحدة في صالة للرقص بلباس غربي يغني وسط جماهير راقصة وأشكال عجيبة وغريبة وإيقاعات لا صلة لها أبداً بكلمات الأغنية ولا بأداء الراقصين والراقصات ولن أغرق في تفاصيل ظهوره الجديد لأن الكثير من الأقلام كتبت وتعمقت في الرؤية الإخراجية والمبدأ الغائب عن هذا الكليب البعيد كل البعد عن القيم الفنية التي لطالما التزم بها هذا الفنان الكبير وصمد بها في وجه كل التيارات الفنية الهابطة، هذا الظهور الجديد الذي ربما كان يعتبره تغييرا يفاجئ به الجمهور فتحول إلى صدمة قوية لم نستوعبها حتى الآن وأنا شخصيا عندما شاهدت الكليب بالصدفة على إحدى القنوات توقعته في البداية تسجيلا دعائيا لأحد الإعلانات التجارية كمشروبات الطاقة ولكن عندما رأيت التسجيل قد طالت مدته رحت أتفحص وجه المطرب وأدقق في ملامحه ظنا مني بأنها إحدى حلقات البرامج الكوميدية التي يتم فيها تقليد الفنانين والمشاهير ولكن حين تابعت كل ما قيل وما كتب وبحثت على النت وجدت بأنها بالفعل أغنية جديدة للفنان محمد عبده وكليب جديد ظهر فيه بلوك مختلف تماما عما اعتدنا عليه ومازلت أتساءل ترى ما الذي أجبر فنانا بحجم فنان العرب أن يقدم عملا لا يليق بتاريخه ويهبط به إلى هذا المستوى؟