07 أكتوبر 2025

تسجيل

الدبلوماسية القطرية.. معنويات عالية

25 أغسطس 2013

لقد جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى برؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية والتمثيلية لدولة قطر في العالم ليشكل دفعة معنوية جديده ورافداً من روافد الدعم الذي توليه الدولة لقطاع السلك الدبلوماسي والذي يعتبر ذو اهمية خاصة وكبيرة لما له من وظائف تعمل على عكس وتسويق الصورة المشرقة لدولة قطر في الخارج، وكذلك العمل على توطيد وتعزيز علاقات التعاون مع مختلف دول العالم، إلا انه وفي ظل المكانة المرموقة والمؤثرة التي تتبوأها دولة قطر حاليا على المستوى العربي والإقليمي والعالمي، والتي أسس بنيانها سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في شتى مختلف الأصعدة، يتطلب من الجميع المضي قدما في الارتقاء المستمر بالأداء والواجب الذي من الضروري جدا أن يتناسب مع مكانة دولتنا الحبيبة في الفترة الحالية وذلك وفق ما تراه القيادة الرشيدة مناسبا لمواكبة المرحلة الحالية، وذلك لأن الجميع يعي ان مصلحة الوطن العليا تمثل غاية لجميع أبناء الوطن وكافة مؤسساته، وإنه إذا كان الوصول إلى قمة العطاء قد احتاج لجهد كبير في الفترة الماضية، فإن المحافظة على تلك القمة وتعزيزها بحاجة إلى عمل أكبر وجهود أكثر، ونحن جميعا على ثقه بأن الدبلوماسية القطرية بقيادتها الحالية قادرة على ذلك وهي أهل له. إن الناظر للدبلوماسية القطرية وعلاقات قطر الخارجية، وخارطة تلك العلاقات المتميزة مع المحيط العربي والإقليمي والدولي، يدرك عِظم المهمة التي اضطلعت بها وزارة الخارجية القطرية، وعلى رأسها سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية وكافة أعضاء السلك الدبلوماسي العاملين في سفاراتنا وقنصلياتنا في جميع انحاء العالم، والتي نقدرها جميعا كمواطنين ومتابعين حيث إنهم يعتبرون جنود الوطن وخط الدفاع الاول عنه وعن مصالحه قبل وصول العدو إلى الحدود، فهم حماة مصالح الوطن في الخارج والمدافعين عنها، إلا ان هناك مهاما اخرى لا تقل اهمية عما سبق ذكره ألا وهي ما أشار إليه سموه ـ حفظه الله ـ من تذليل وتسهيل للعقبات التي تواجه المواطنين الذين يقيمون في الخارج أيما كانت اسباب تواجدهم هناك (إما لمتابعة تحصيلهم العلمي العالي أو للعمل أو للسياحة.. إلخ)، وذلك بكل إخلاص وبما يلبي احتياجات تلك الشريحة من المواطنين، حيث جاءت اشارة سمو الأمير هذه بتقديم كل الرعاية والاهتمام بالقطريين في الخارج لتصب في ركيزة اساسية من ركائز السياسات العامة للدولة داخليا وخارجيا خصوصا في هذه المرحلة الحالية، وهي تلك المتعلقة بمصلحة المواطن وتحقيق رفاهيته أينما كان، وتوفير افضل الخدمات له، وبالوتيرة التي تلبي احتياجاته وتحقق له افضل مستويات الرضى والارتياح أينما حل وكيفما سافر، وذلك عن طريق تخفيف الاعباء عن كاهله ومعاناته مع الروتين والبيروقراطية في الداخل وفي الخارج. لا شك ان هذا الاجتماع قد عمل على جمع شمل الاسرة الدبلوماسية الوطنية على ما يعزز الاداء وينسق الجهود ويبادل الخبرات استئنافا لمزيد من النجاحات والانجازات، وذلك عبر تدارس السبل الكفيلة للارتقاء بالعمل الدبلوماسي وتفعيله ليواكب المرحلة الحالية، كذلك كان فرصة جيده لالتقاء رؤساء البعثات الدبلوماسية بإخوانهم المسؤولين في الجهات الحكومية الأخرى في الدولة لتنسيق العمل وإزالة أي معوقات قد تعتري مصلحة الوطن في ظل المتغيرات الحاصلة من حولنا، وهو ما يحتم على الدبلوماسية القطرية أن تبقى دائما في مستوى الحدث وتواكبه بما يحفظ مصالح الدولة. إن أهمية اللقاء الدبلوماسي الأول من نوعه لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية والتمثيلية لدولة قطر في الخارج، تتأتى من كونه يعقد في ظل ظروف حساسة تمر بها المنطقة والعالم، مما يفرض تحدياً جديداً على الدبلوماسية القطرية في كيفية التعاطي مع هذه الظروف، خصوصا في ظل اعلان دولة قطر ومنذ ولادة الربيع العربي انحيازها التام لتطلعات الشعوب في الحرية والكرامة الإنسانية حيث لم تبخل بأي دعم أو جهد دبلوماسي وسياسي في العمل على إيصال رسالة تلك الشعوب، وهو ما جعلها تعد قبلة لكل المطالبين بالديمقراطية والعدالة والكرامة، أضف إلى ذلك المواقف المشرفة لدولة قطر لصالح الاخوة الفلسطينين ضد ممارسات العدو الصهيوني، وهو ما أدى في مجمله إلى استهداف المصالح القطرية وكل ما هو قطري في جميع بقاع العالم من قبل أعداء الحرية والكرامة الإنسانية. إن الرعاية الكريمة لسمو الأمير المفدى للبعثات الدبلوماسية القطرية على أرض الوطن تؤكد مجدداً أن القيادة الرشيدة تدرك حجم التحديات المحيطة بعمل هذا القطاع الهام والبارز، وتوليه كل الاهتمام والتوجيه الدائم للوصول إلى تعزيز مكانة دولة قطر وتدعيم علاقاتها الدولية، ولتأسيس حراك دبلوماسي قطري مستقبلي كفيل برسم الصورة المشرقة لدولة قطر في الخارج.