12 سبتمبر 2025
تسجيل(التميز العلمي لا ينحصر في تحصيل المعرفة، وإنما يمتد الى تطبيقها في الحياة بشكل إبداعي، والعبرة دائما ليست بما نعرف وإنما في الاستفادة مما نعرف لتحقيق ما نريد. . إن التميز ليس منحة تعطى وإنما نتاج جد واجتهاد متواصلين). هذه الكلمات جاءت في سياق كلمة ألقاها سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني نائب الأمير ولي العهد الأمين حفظه الله ورعاه أمس في الاحتفال بيوم التميز العلمي، بحضور صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم سمو الأمير المفدى حفظهما الله ورعاهما. إن الاحتفال بالعلم، والاحتفاء بالمتميزين علميا، هو سمة المجتمعات المبدعة، والدول التي تنظر للمستقبل من خلال بناء الحاضر، وما بناء المستقبل إلا من خلال بناء أبناءه وشبابه، الذين يشكلون اليوم نصف الحاضر، وكل المستقبل. لقد أولى حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى اهتماما خاصا بالتعليم، إيمانا من سموه بأن نهضة الدول والمجتمعات قائمة على مدى تحقق تطور في قطاع التعليم، لذلك وجدنا ان السنوات الماضية شهد قطاع التعليم قفزات نوعية في جميع مراحله، سعياً لإحداث ثورة تعليمية، بدءا من الروضة وانتهاء بالجامعة وما بعدها، وما استقطاب افضل الجامعات العالمية وفي جميع التخصصات إلا شاهد على ذلك. فها هي المدينة التعليمية وبمتابعة ورعاية خاصة من قبل صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند باتت تمثل اليوم منارة علمية، يهتدي بها الطلاب، وقلعة تستقطب افضل الخبرات والكوادر العلمية المميزة على مستوى العالم. إن الاهتمام الذي توليه الدولة بتوجيهات من سمو الأمير المفدى وسمو نائب الأمير ولي العهد الأمين، للتعليم، لا يقتصر على جانب دون آخر، فالتعليم منظومة متكاملة، وسلسلة متصلة، لايمكن فصل بعضها عن بعض ، وهو ما أشار إليه سمو نائب الأمير في خطابه أمس عندما قال (إن التميز العلمي الذي نسعى اليه يلزمه تلبية جملة من المتطلبات والشروط في مقدمتها مواصلة تطوير البنية التحتية لمؤسساتنا التعليمية التي لمسنا ما ادخل عليها من اضافات مهمة طورت ولا تزال المنظومة التعليمية بأسرها، وعززت قدرة الطلاب على البحث والتفكير الابداعي). وأضاف سموه (ولا يقل عن ذلك أهمية شرطان آخران إحدهما هيئة التدريس ، التي عملت الدولة ولا تزال على ضمان أعلى تأهيل مهني لها. أما الشرط الآخر فيخص الطالب نفسه، الذي هو العنصر الرئيسي للعملية التعليمية والغاية منها). هذه الصورة المتكاملة التي تنظر اليها الدولة للتعليم، هي التي تؤسس لمرحلة جديدة ليست فقط بالنسبة لمجتمعنا، بل للعالم العربي، الذي يعاني من التخلف في جميع المجالات، ومرد ذلك بالدرجة الأولى الى اغفال التعليم، وتراجع الاهتمام به، فلم يعد يمثل أولوية بالنسبة للعالم العربي، وهو ما جعلنا كدول عربية نتقهقر الى الوراء، ووصمنا ب (التخلف) وب (العالم الثالث) و(الدول النامية)، وغيرها من المصطلحات. ان دولتنا ومن خلال الاحتفال بالمتميزين علميا من أبنائها، وعبر مبادرات خلاقة اخرى سبقت ذلك، لهي تؤسس لبناء مستقبلي راسخ، ونهضة تنموية شاملة على مختلف الأصعدة، فكلما كانت مخرجات التعليم على درجة عالية من الابداع والتميز، كان نتاج ذلك مجتمعا متقدما علميا وعمليا في قطاعاته المختلفة. إن ثورة التعليم التي يقودها سمو الأمير المفدى حفظه الله تترجم اليوم على اكثر من صعيد، وعبر مبادرات غير مسبوقة، ومن خلال إيجاد منظومة تعليمية متطورة، مرتكزة على بنية تحتية متكاملة، وخلق مناخ تعليمي صحي يتيح إبداعا وتميزا للمنتسبين إليه، طلابا وهيئة إدارية وتدريسية. إن إعلان سمو نائب الأمير حفظه الله عن مبادرة وطنية تدرس بعناية لاحتضان المبدعين وتحسين مقاييس الجودة والأداء في مختلف المجالات، يأتي تتويجا لانجازات ومكتسبات عديدة حققتها المسيرة التعليمية في وطننا العزيز خلال السنوات الماضية، ومن المؤكد أن هذه المبادرة ستدفع بالطلبة والطالبات الى مزيد من التفوق والتحصيل العلمي المتميز. لقد خصصت الدولة موارد هائلة من أجل تعليم متميز يواكب المرحلة التي تعيشها الدولة، ويساير متطلبات واحتياجات المجتمع، ووفرت امكانيات كبيرة من اجل إحداث نقلة نوعية في مسارات التعليم المختلفة، وبفضل هذه الجهود المخلصة اثمر ذلك تحقيق قفزات كبيرة في مسيرة التعليم في بلادنا. ومن المؤكد ان القيادة تتطلع الى ما هو أبعد مما تحقق الى الآن، وترنو الى تحقيق مكاسب أكثر بكثير مما تحقق على أرض الواقع، فالسياسة التعليمية المنتهجة على هذا الصعيد في وطننا الغالي، تدعونا للتفاؤل بشكل كبير بمستقبل أكثر إشراقا للأجيال القادمة. وبالأصالة عن نفسي ونيابة عن كل ولي أمر وطالب وطالبة والأجيال القادمة نقول شكراً سمو الأمير. . شكراً سمو نائب الأمير. . شكراً صاحبة السمو. . ومهما بذلنا من جهد فاننا لن نوفي سموكم ولو جزءا يسيرا مما وفرتموه لنا، ومهما عملنا من أجل هذا الوطن، فاننا لن نستطيع ان نرد ولو بعض الجميل مما قدمه لنا، قواميس كلماتنا عاجزة عن شكر سموكم.