17 سبتمبر 2025
تسجيلعندما حدث الانقلاب الفاشل الغادر في تركيا حفظها الله، بدأت الأسئلة تتزاحم وتكاد الأسئلة لا تنقطع ولا تتوقف، وقد تكون بعض هذه الأسئلة فيها من الاستغراب، والآخر قد تكون من الواقع ومن جملة الأحداث التي نعيشها في عالمنا اليوم، عالم التناقض، عالم الانفصام النكد، عالم الحرية والعيش الرغيد لقوم دون قوم، عالم القوة والتمكن والنهضة لدولة دون دولة، عالم التنافسية والصناعة لأمة دون أمة، عالم التقدم واستقلالية القرار عن الآخر لشعب دون لشعب، عالم يعيش على تفكيك الدول وتهجير أصحاب الأرض، وتضييع مقدراته، وصناعة وتمكين أقزام تحكمه وتستخف بالشعب. فلا حرية إلاّ لنا، ولا اقتصاد قوي إلاّ عندنا، ولا أمن ورفاهية إلاّ لشعبنا. وهنا لماذا بالذات هذه الأسئلة توجّه لأمريكا؟ لأنها زعيمة العالم والدولة القوية والعظمى، صاحبة الدفاع على الحرية وحقوق الإنسان، وبسط السلام في ربوع العالم كما تقول وتتدعي وتنادي، وعندما نطرح هذه الأسئلة على أمريكا نقول لها لماذا أنتِ هكذا؟ نريد إجابات وافية على أسئلة الكثير منا، وقد يكون الواقع يجيب عليها بدون عناء ولا مشقة: — س: لماذا يراد إضعاف تركيا وتمزيق صفها بهذا الانقلاب الإجرامي الفاشل وفي هذا الوقت بالتحديد؟س: لماذا يراد ضرب اقتصادها ونهضتها وإنجازات شعبها الأصيل وتقزيم دورها في المنطقة وعودتها ثلاثين سنة للوراء من التخلف والضياع وتضييع شعب بأكمله؟ وبالتأكيد أن العسكر إذا أمسكوا بلداً ما أفسدوه وخرّبوه، وجعلوا أعزة أهله أذلة واقتصادها في سفال.س: لماذا عقوبة الإعدام مطبقة في أغلب الولايات الأمريكية وإذا جاء الأمر عند تركيا لتبحث في إعادة عقوبة الإعدام على الذين انتهكوا حرمات الشعب التركي وخيانة قيادتها بكل وقاحة وغدر واضح لا لبس فيه، جاءت الانتقادات لها، وعليها احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي؟س: لماذا لا تسعى أمريكا منذ 1979 عام الثورة الإيرانية واحتلال السفارة في طهران وحتى الآن لإحداث انقلاب في إيران؟ ومعلوم أن أي اعتداء على أي سفارة ما إنما هو اعتداء على الدولة صاحبة السفارة.س: لماذا لا تقوم أمريكا بضرب كوريا الشمالية وتحتلها كما فعلت بالعراق بحجة امتلاكها أسلحة دمار شامل تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي ولم يكن عند العراق شيء من هذا؟ ومعلوم أن كوريا الشمالية عندها من الأسلحة وتهدد جارتها الجنوبية كما يظهر لنا إعلامياً، أم أنها لعبة دولية تُلعب في الخفاء معها؟ وكوريا الشمالية منذ عقود وهي تهدد ولكنه صراخ لا جدوى منه..!س: ماذا ستفعل أمريكا لو ضمت روسيا بالقوة إحدى الدول التي استقلت عنها؟ ماذا عسى أن يكون ردة الفعل الأمريكي؟س: لماذا سكتت أمريكا عن التدخل الروسي والإيراني في سوريا وجرائمهم الدموية على أهل الشام صباح مساء بكل وقاحة وصلف؟ أين حقوق الإنسان والدفاع عنها؟ أم أن السوريين ليسوا بشرا؟س: لماذا تجاوبت مع الانقلاب العسكري الدموي في مصر ضد إرادة الشعب وحكومته المنتخبة من قبله وتأييد العالم الحر له؟ ألستم تنادون بالديموقراطية وحرية الاختيار؟.س: لماذا لم تشن حرباً على الجماعة الحوثية الإرهابية عندما احتلت صنعاء والاستيلاء على السلطة والانقلاب على الشرعية اليمنية لإرغامها على ترك صنعاء وإعادة حكومتها الشرعية إليها؟س: لماذا تركت أمريكا إيران تسرح وتمرح في منطقتنا العربية كما تريد؟س: دولة الكيان الصهيوني ومنذ اغتصاب أرض فلسطين المباركة وحتى الآن وهي تقتل وتنتهك حرمات شعب فلسطين صاحب الأرض، لماذا لا تتدخل أمريكا لتحدث انقلاباً على هذا الكيان الغاصب لتعيد للشعب الفلسطيني حريته وكرامته الإنسانية وحقوقه المنتهكة كما تعيش بقية الدول الأوروبية والشعب الأمريكي؟س: لماذا لا تبحث أمريكا وتطارد أو تقتل زعيم المنظمة الإرهابية، مع أن اصطياده سهل وممكن، داعش المدعو البغدادي الضال كما كانت تطارد وتلاحق زعيم القاعدة أسامة بن لادن في أفغانستان إلى أن قتلته؟س: لماذا لا تضرب أمريكا حزب الله اللبناني وتقتل زعيمه لتدخله السافر في سوريا ومشاركة نظامه الغاشم في قتل وتشريد الشعب السوري وإهلاك مقدراته؟ عفواً وتهديده للكيان الصهيوني على حدوده؟ فمهلاً أمريكا.. فهذه أسئلتنا!"ومضة"ونذكر أمريكا بقول رئيسها السادس عشر أبراهام لينكولن "أولئك الذين ينكرون الحرية للآخرين هم أنفسهم لا يستحقونها" فتأمليها جيداً.