07 نوفمبر 2025
تسجيلللأستاذ الكبير محب الدين الخطيب رحمه الله ؛ استوقفتني هذه العبارات في هذا الكتاب " كيف كانوا يقدمون الرجال؟ قوام الأمة برجالها، ورجال الأمة هم الذين تنتفع الدولة بأخلاقهم ومواهبهم وفضائلهم، فإذا رأيت دولة تقدم المفضول وتؤخر الفاضل، فاعلم أنها دولة تهدم أمتها، ولا تريد أن يكون لها عماد من رجالها الفاضلين الموهوبين الصالحين ". وما أكثر الذين يتطاولون على تاريخ الأمة وتراثها الناصع البياض فيقول " ونرى كثيرين ممن يجهلون دخائل التاريخ، لم يحفظوا من تاريخ صدر هذه الأمة إلاّ بعض الهنات الاستثنائية التي يولغ فيها بدعايات الشيعة والشعوبية وأهل الأهواء... "، إنه الرعيل الأول بلا منازع، ويأتي أدعياء الفكر والتفكير ومن ينصّب نفسه بأنه مفكر وعالم بالتاريخ ثم يأتي ويتطاول على هذا الرعيل، ويأتي كذلك أدعياء حب آل البيت رضوان الله عليهم في التطاول على قمم الرعيل الأول. مساكين هؤلاء أين هم من الرعيل الأوّل القمم أصحاب الهمم؟ " مع تلاميذ المدرسة الإسلامية الأولى " ويقصد المؤلف بالمدرسة الإسلامية الأولى " فهي البقعة التي لا تزال في المسجد النبوي الشريف بين منزل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الذي تشرف بالقبر المحمدي الطاهر، وبين موضع منبره صلى الله عليه وسلم في جنوب ذلك البيت. ففي هذه البقعة تولى(معلم الناس الخير) إعداد الرجال الأولين الذين أحدثوا أعظم انقلاب في الأرض وأبقاه، وأنفعه وأسماه "." وكان الصحابة يختلفون إلى هذه المدرسة فيصيبون منها علماً وهدى وفضائل وسجايا وآداباً وأحكاماً، ما اتسعت لذلك أوقاتهم وساعدت عليه ظروفهم، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد-وهي من عوالي المدينة- فكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينزل يوماً وأنزل يوماً، فإذا نزلت جئته بعلم ذلك اليوم، وإذا نزل فعل مثل ذلك". و" التربية العملية في هذه المدرسة لها المقام الأول من العناية، لأنها نتيجة العلم وثمرته، والعلم بلا تربية شر يستعاذ بالله منه، وكل ما نحن فيه اليوم من شرور إنما هو بعض نتائج العلم المجرد من التربية " رضي الله عن الرعيل الأوّل. " آخر الكلام ""... إنها الأخلاق، وهي البحر الأعظم من الدين، والعقيدة هي الساحل المحيط بالبحر الأعظم. والعقيدة بلا أخلاق ساحل لبحر لا ماء فيه: فلا هو بحر ينفع، ولا هو بر يعمر ويزرع. فارجعوا أيها المسلمون إلى الأخلاق ليرجع إليكم دينكم، فترجع إليكم ثمراته في سلمكم وحربكم، وفي دنياكم وآخرتكم: والدين بلا أخلاق ليس بدين..."