19 سبتمبر 2025
تسجيلشهر رمضان شهر رحمة تتنزل فيه الملائكة والعفو والتسامح وصفاء القلوب وقربها من الله، والصيام يهذب النفوس ويجعلها أقرب إلى الله، والناس تتجه لقراءة القرآن وتسعى لعمل الخير، وللأسف في رمضان عند الساسة العرب الخلافات والقتال والصراع على الدنيا والمناكفات. ما يجري في مصر صراع على السلطة والاعتداء والقتل وإخافة الناس وإقلاق أمنهم أمر عجيب لا يصدقه عاقل. كنت أتوقع أن يتسامح الناس ويظهر العقلاء ويجمعوا الأطراف المختلفة ويدعوهم للوفاق ويصلحوا بينهم ويتسامحوا ويتضافروا ويحكموا العقلاء، ولكن للأسف الإصرار والعناد، فالمعارضة فرحت بالانتصار عن طريق الجيش وعادة بقوة الدبابة وتجاهلت الطرف الآخر وباستهزاء واحتقار ورفض كل ما عنده وعدم الاعتراف به كمخلوق وكمواطن مصري له الحق في التعبير عن الرأي وتريد فرض أجندتها بأسلوب الأنظمة السابقة، ورفع شعارات الديمقراطية ليس إلا مجرد شعارات مزيفة لا أساس لها من الصحة ومارست اكثر مما مارسه النظام السابق حتى أنها عاقبت شعب غزة وحاصرته أشد من النظام السابق وكذلك تخلت عن السوريين وعاملت اللاجئين منهم معاملة سيئة لا رحمة ولا إنسانية فيها وفرضت التأشيرات على العرب مما يجعل الناس يترحمون على أيام مبارك الذي كان عروبيا أكثر منهم فهو كان لا يمنع العرب من زيارة مصر ومصر مفتوحة لهم ويتعاطف مع شعب سوريا وفي المواسم كان يعطي فرصة للمنافذ. لقد قررت المعارضة ومعها العسكر السير في غير اتجاه العرب وتحقيق الهدف في تقزيم مصر واخراجها من دورها العروبي وهو ما اسعد الغرب الذي تنازل عن كل شعاراته مقابل مصالح أمن اسرائيل في المنطقة. أما أصحاب رابعة العدوية وأصحاب مرسي فلم يتعلموا من اخطائهم، لقد كنت أتوقع أن يعيدوا النظر في سياساتهم ويستقيل جميع القادة بمن فيهم مرسي الذين تسببوا في وصول الأمور الى هذه الحالة من خلال إصرارهم على الانفراد بالرأي وعدم الخبرة والقبول بأن يحكموا بطاقم النظام السابق الذي نكبهم وظنوا أنه سيغفر لهم وينسى الثأرات السابقة والدماء، هذا أمر غير معقول وسكتوا عما يجري في الخفاء وتجاهلوا ذلك ظنا منهم أن الشارع وعواطف الناس التي تتغير بخمس دقائق واعتمدوا عليها، كان عليهم أن يراجعوا أخطاءهم والناس تخاف على مصر من انجرارها لحرب أهلية، وللاسف لم تظهر لجنة مصالحة عربية وإسلامية في الشهر الكريم. كذلك نجد هذا في السودان وزالت الأمور عالقة والمصالحة تراوح مكانها رغم جهود قطر المشكورة وبذلها الجهود على يد الرجل المبارك المحمود، وكان يجب دعم المبادرة والجهود من الدول الإسلامية والعربية والعلماء، كان المفروض الوقوف وراء هذه المبادرة والعمل الدؤوب لحقن دماء المسلمين، ولكن هناك لا مبالاة بما يجري، وكذلك اليمن واستمرار الاحتقان والتدخل الإيراني ومأساة العراق وما نراه من صراع ودماء يومية وتشريد وطائفية بشعة ومحاولة التطهير العرقي البشع الذي يتنافى مع أبسط حقوق الإنسان، وسوريا الجريحة الكل يتفرج ويتعاطف باللسان ولا يوجد تحرك على مستوى أكبر. نجد العرب اجتماعات ومناشدات والغرب له أجندته ولا يوجد تحرك عربي تثيره مأساة الناس وتحرك فيهم نخوة التاريخ، تدمير المساجد الأثرية وقبور الصالحين الذين فتحوا الشام كخالد بن الوليد، وهذا شعب فلسطين وما يعانيه وفشل المساعي العربية في المصالحة وإصرار الأطراف الفلسطينية كل عند مواقفه، وفي ليبيا الجماعات المسلحة، والخوف والرعب باليمن من عصابات الحوثي وعصابات أبين ولودر والحراك، كل هذا لا يجد أذانا صاغية عربية، أضف إلى الصومال ومالي.. أين المسلمون أين الرجال، اليوم لم تعد لهم قلوب، وليت رمضان كان مؤثرا في أنفسهم وإيمانهم وتقواهم ولكن القلوب قست وحب السلطة والمال والجاه أعمى هذا الجيل من العرب. اما الجامعة العربية ومؤسسساتها فقد صلى عليها الجميع صلاة الغائب ومن عجزها انها اصبحت تنادي الامم المتحدة ومجلس الامن ليساعدها بعد ان عجزت وشاخت، ولنجد الاتحاد الافريقي افضل منها بكثير جدا واصبح مؤسسة مؤثرة ولا يوجد للجامعة قوات تدخل عربية عند الطوارئ ولا صندوق كوارث وازمات ولا لجنة مصالحة ولا أي شيء من ذلك.. الكل يكتفي بالبيانات ثم يعود ليتفرج على المسلسلات والحلقات أو الشاي والسهر برمضان والأكلات الشهية وهناك دماء تسفك وجوع وفقر ودمار كأنهم يتفرجوا على حلقة مسلسل تراجيدي وقصة من القصص للمتعة، ماذا جرى للناس هل هذا الجيل لا هوية لهم ولا انتماء لعروبة أو إسلام والاعلام العربي وقنواته يتشفى لما يجري كسبق إعلامي وكأنها متعة والكتاب يحللون بما يجعلهم ينظرون والعلماء يخطبون خارج السرب ولم نجد من يحول القول إلى عمل للدعوة للإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والرحمة بدماء المسلمين وأيتامهم وأراملهم وشيوخهم فلا حول ولا قوة إلا بالله.