17 سبتمبر 2025
تسجيلالرياح في المنظور القرآني: من نعم الله غير المنظورة الهواء، جعله المولى عز وجل ملكا للجميع، عندما تسخن حرارة الشمس يقل وزن الهواء، فيرتفع في طبقات الجو العليا ليحل محل الهواء البارد، ثم تنشأ كرد فعل لهذه العملية الانتقالية الرياح السريعة التي لها دورها في النظام البيئي، حيث أنها تحمل بخار الماء من المحيطات إلى داخل القارات إلى أن تتكاثف وتتحول إلى الأمطار التي تمطرها السماء من السحاب بفضل قوتها، وهي تلعب أيضا الدور الاكبر في عملية تلقيح الازهار وتكاثرها، هذا ما أشار اليه القرآن الكريم قبل قرون، وما أدركه العلم الجديد جهود استغرقت أجيالا، فأشار إليه المولى تعالى بقوله: "وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ" الحجر 22، وبقوله تعالى: "وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" البقرة: 164. فلولا الرياح لما امطرت ولأصبحت الأرض جرداء خالية من أثر الحياة على الاطلاق. الغلاف الجوي في المنظور القرآني: الغلاف الجوي الأرضي درع واقية يحيط بالأرض من جميع الجهات، وهو مع الشمس والماء والنبات والتراب من العوامل الأساسية التي تجعل الحياة ممكنة على سطح كوكب الأرض دون بقية الكواكب التي تتبع النظام الشمسي، وقد رمز القرآن المجيد في العديد من الآيات بـ "السقف المرفوع" الطور:5، (وسقفا محفوظا) ، السماء الدنيا، الملك : 5 و (سبعاً شدادا) النبأ:13. أما تركيب الغلاف الجوي عموما، فقد وصفهُ المولى تعالى بالدخان: "ثم استوى إلى السماء وهي دخان..." فصلت : 11. وكلمة دخان تطلق على مجموعة غازات مختلفة ومن الجدير بالذكر هنا أن هذه الطبقات الغازية المختلفة للغلاف الجوي تحيط بالأرض من جميع جهاتها بدون شقوق أو فروق، ولذلك نلاحظ أن القرآن المجيد استرعى انتباه الإنسان إلى هذا الخلق المعجز قائلا: "الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِا لْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ" الملك:3. قال تعالى: "أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ" ق:6. هذا وبالله التوفيق،،،