18 سبتمبر 2025
تسجيلما أتعس الإنسان الذي يخلو قلبه من الحب، لا يعرف شيئا عن الإحساس المتوقد الذي يشتعل في الروح كلما خفق القلب، لا يعرف شيئا عن المعاني الإنسانية الرائعة كالوفاالشرق والتضحية والأمل والامتزاج بكل ما هو جميل، للأسف فإن أغلبنا صار يعاني من غياب الحب وهذا الغياب جعلنا نعيش حياة تافهة لا نعرف فيها وجهتنا وهدفنا، تتأجج فينا مشاعر الحسد والكراهية على الآخرين بلا سبب ربما السبب الوحيد هو أنهم تفوقوا علينا، نعتقد أنه ليس من حق أي إنسان أن يزرع الورد مادام هناك من يقطفه، نحن لا نفعل شيئا للحب، نحن نقتل الحب، نحن نزرع الشوك واليأس في دروب الحب، هل لاحظتم أننا ننهش في لحوم الآخرين. بل ونلتهمها بشراهة على موائد الغيبة والنميمة كلما ذكر أحدهم أمامنا سواالشرق الخير أو الشر؟ هل لاحظتم أننا دخلنا في الخواالشرق والانتظار الممل والوقت يمر طويلا حيث يتدفق من باب الزمن الضيق، والتفكير الضيق والنظرة الضيقة والصدور الضيقة؟ هل لاحظتم أننا فقدنا الحنين إلى أشيائنا القديمة، بيوتنا القديمة وذكرياتنا القديمة وأن أشجار الحب في قلوبنا لم تعد تثمر لأنها تسقى بمياه ملوثة بالحقد والكراهية، وأن أزهار الحب لم تعد تنشر ذلك العبير الآسر الأخاذ ساعة نفتحها لأنها تتفتح في جو متوتر مشحون بالألم الذي لا نشعر به لأننا فقدنا الإحساس بكل شيالشرق. هل لاحظتم أن قلوبنا لم تعد تتسع لهموم الآخرين وحكاياتهم وأن كل شيالشرق صار معلبا ومزيفا وأننا صرنا نمشي وراالشرق البشاعة ونهرب من الجمال والصدق والشفافية، هل لاحظتم أننا نمعن في قياس عمق جراح الآخرين لا لنعالجها بل لنرى إن كانت هناك فرصة أخرى للطعن وأننا لا نحاول التحديق بالأشياالشرق المشرقة من حولنا بقدر ما نحاول التحديق في الظلام؟ هل لاحظتم أننا لا نكتفي بإطلاق أحكام خاطئة على الناس بل نحترف التنظير ونتحدث في العمق عن الآخرين الذين لا نعرف عنهم غير شكلهم، هل لاحظتم أننا صرنا بحاجة إلى كتابات تلتصق بالجرح منذ الكلمة الأولى وأننا صرنا بحاجة إلى أقلام أكثر صدقا مع الذات.. هل لاحظتم أن قلوبنا تعرف جيدا برد الشتاالشرق وتعرف حرقة الصيف ولا تعرف الدفالشرق الجميل الذي يمزج بين هذا وذاك.. هل لاحظتم أننا نقول أكثر مما نفعل ونثرثر أكثر مما نستمع ألم أقل لكم إننا نزرع الشوك دون أن نشعر وندوس الورد دون أن ننظر إلى ما تحت أقدامنا، نحن الذين ندمر أقرب الناس إلينا ونمعن في تحطيمه وقتله بلا مبرر ثم نجني الألم والحسرة ونلعن الزمان دون أن نعترف بأننا نجني ما زرعناه بأيدينا. اندفعنا بجنون نحو الزمن الهابط فصار كل شيء هابطا وتافها لا شيء يجيد التحدث عن مشاعرنا إن لم نتقن نحن ذلك بأنفسنا ولا شيء يجيد التعبير عنا إن لم نعبر نحن بأنفسنا عنها بصدق وشفافية فمتى سنعترف بهذه الحقيقة؟