12 سبتمبر 2025

تسجيل

القلم والفكر

25 يوليو 2012

تحدثنا عن الأقلام التي تكتب في كل المواضيع وفي كل المناسبات وتضع هذه القيمة تحت بند (المصلحة الذاتية) ومع أن عددهم أقل من القليل إلا أن هؤلاء يعكرون صفو الإنسانية، أعود إلى بعض المواضيع، خاصة المستوردة من الخارج واسأل نفسي.. لماذا يتم استيراد مثل هذه الأقلام؟ سألت ذات مرة مسؤولاً في صحافتنا المحلية حول تفشي هذه الظاهرة فقال لا فض فوه: لقد خدم هذا الفرد في فترة ما في قطر، لم أنم ليلتها، يا سبحان الله، يتم احترام من عمل في قطر لسنوات، ولا يتم تكريم المواطن الذي ارتبط بتراب هذا الوطن؟ إن القيمة لما يطرحه ذلك الدعي بادت، ومع هذا هناك من يدافع عن الآخرين، هذا ما ذكرني بالقانون الغريب، وأعني قانون التقاعد، يتم ترحيل القطري إلى التقاعد مبكراً ويعيش الآخر إلى أن يصل إلى العقد التاسع من عمره!! بل إن بعضهم قد فقد الذاكرة، ولكن هذا قدر الإنسان المواطن، أعود إلى موضوع لبعض الكتابات فأشعر بالأسى والأسف، يا سبحان الله، لماذا يتم نشر بعض هذه المقالات (المسخرة) وما الفائدة المرجوة إذا من نشر هذه المواضيع الباهتة ذات الارتباط الهش على سبيل المثال: هل كانت فيفي عبده تعود إلى الرقص أم لا؟ أو أن سيمون تطرح غداً أو بعدها شريطاً غنائياً، هذا إطار خبري، نعم ولكن أن يسود أحدهم مقالاً يشيد بالإطار الهش، فلا حول ولا قوة إلا بالله، ومع هذا فإن قيمة القلم وواقعه لا يرتبط بفرد ما، ولا بإطار ما، ذلك إن القلم عبر تاريخ الإنسانية كان في يد الجاهل والمتعلم، المفكر وغير المفكر، الفيلسوف ورجل الدين، المعلم والتلميذ قيمة القلم في إطار الإنسانية من قيمة الفكر المطروح من قبل الكاتب، والآن مع تلاشي صورة القلم، أصبح الاعتماد على النقل من هنا وهناك عبر الوسائط الحديثة، حتى البحوث الجامعية اصبح من يقوم بشرائها وهناك مكاتب تمارس هذا الدور، والمؤسف أن جل المواضيع مكررة لأن المصدر واحد، قد يكون أحد الطالبين في إحدى المكاتب، هذا الأمر مع الأسف ألقى بظلال من الشك حول قيمة القلم، ودور الكاتب.. حتى أن أحدهم صرح ذات مرة وهو يشتري جهد الآخرين، ما ذنبي لو أن الحاجة دعت أحدهم إلى بيع فكره وأشعاره ونتاجه وحتى لوحاته، وهل أنا الوصي على الآخرين، هناك البائع وهناك في الحقيقة المشتري فلماذا أحصد اللوم والعتب، ما أروع القلم إذا كان في يد من يمسك بزمامه، وما أعظم القلم إذا كان الفرد قيمة القلم ودوره في رصد الحياة منذ بدء الخليقة، والمؤسف اننا مع عصر كل شيء مباح حتى بيع وشراء الفكرة والمعرفة. وللحديث بقية.......