12 سبتمبر 2025

تسجيل

جرائم بحق الإسلام

25 يوليو 2005

.. إنها جرائم ترتكب باسم الإسلام، والإسلام منها بريء، إنه تشويه للإسلام لم يتعرض له في تاريخه عبر القرون الماضية، حتى في مراحل الانحطاط، فترة الخوارج، لا أعتقد ان الإسلام مر بمثل ما يمر به في هذه المرحلة من تشويه في جانب هو الأخطر والأعظم ... إنه الجانب الإنساني ... النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ... الدم الذي حرم الله إراقته إلا في أضيق الحدود ... حرمة الإنسان التي ورد في شأنها فيما معناه ان زوال الدنيا أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم .. وفي روايات ان هدم الكعبة أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم ... اليوم جرائم ومجازر ترتكب يذهب ضحاياها أناس أبرياء، لا ذنب لهم، ولم يرتكبوا جريمة، اللهم انهم قد مروا من مكان وقوع الحادث، جرائم تقشعر لها الأبدان، وترفضها الفطرة السليمة، وليس الإسلام فحسب، الذي جاء متوافقا مع الفطرة، وداعيا إلى التآلف والرحمة ...، وإذا بأناس يخرجون علينا اليوم بفقه جديد، وشريعة ما انزل الله بها من سلطان، يقتلون العباد، ويعيثون في الأرض الفساد، ويزرعون الخوف والرعب في قلوب البشر اينما كانوا، ...، فهل هذا هو الإسلام الذي جاء به محمد [ ؟. ما حدث في شرم الشيخ، وقبلها في لندن، وما يحدث في العراق ...، وأعمال تخريبية وإجرامية في شتى بقاع العالم، هل هي من الإسلام في شيء ؟ . لقد رفض الإسلام ان يرفع المسلم الرمح (الحديدة) في وجه أخيه، خوفا من إدخال الرعب في قلبه، فهل يعقل أن هذا الدين الذي يحرم على أتباعه القيام بمثل هذا العمل، يدفع اليوم نحو الإتيان بأعمال إجرامية كما يحدث في بقاع شتى من العالم ؟ . الإسلام الذي جاء للبشرية جمعاء، هاديا ومبشرا، لم يأمر الله نبيه بقتال حتى الكفار الذين كانوا يجاورونه في مكة والمدينة، كان الأحرص على إقامة افضل العلاقات الاجتماعية معهم، فأين هؤلاء المنحرفون فكرا ودينا من تعاليم ديننا الحنيف، وقيم وأخلاق رسولنا الأعظم ؟. الإسلام بريء من هذه الافكار العفنة وغير السوية والمنحرفة عن جادة الحق، وهو براء من كل ما ينسب إليه، وهؤلاء الأفراد لا يمثلون الإسلام وقيمه ومبادئه، حتى ان تسموا بأسماء إسلامية، أو ادعوا انتماءات لهذا الدين، أو رفعوا شعارات تتحدث عن الإسلام، ...، فالإسلام يجب ألا يحاسب بتصرفات هذه الفئة الضالة، بل ينظر إلى ما جاء به من تعاليم وقيم ومبادئ ..، وما تضمنته شريعته الغراء من تعاليم سمحة مع جميع الأديان. وللأسف أن هذه الفئة المنحرفة لا تكتفي فقط بتشويه الإسلام عبر هذه التصرفات المرفوضة، بل تتعمد اختيار اسماء إسلامية في حملاتها الإجرامية، مما يسيء إلى التاريخ الإسلامي، وإلى شخصيات ومواقع لها مكانة لدى المسلمين بصفة عامة. واعتقد انه رغم كل هذا التشويه المتعمد لهذا الدين، ولهذه الأمة، إلا أن الإسلام سيبقى نقيا مهما تكالب عليه الأعداء، سواء من بني جلدتنا أو الغرباء، وسيبقى شعلة تنير درب البشرية في احلك الظروف. لن يفلح منحرفو الفكر والعقيدة والدين .. من تشويه الإسلام، ولكن مسؤولية كل فرد منا أن يعمل على تغيير هذه الصورة السيئة التي يحاول البعض رسمها للإسلام، من خلال التعامل الراقي مع الأمم الأخرى، فالرسول [ قال «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، فبأخلاقنا يمكن تقديم الوجه المشرق لديننا، فهل نحن فاعلون ذلك؟.