13 سبتمبر 2025
تسجيلالحديث عن الرجال البارزين الذين خدموا المجتمع القطري، وقدموا النموذج المتميز لهذا الوطن سواء في الداخل أو في الخارج، يستحقون التذكير بهم وبجهودهم المخلصة والوافية في شتى الاوقات، وهم في حقيقة الأمر قلة بل عملة نادرة في وقتنا الحاضر. وزارة الخارجية خير شاهد: ويشهد العمل الدبلوماسي من خلال العمل في وزارة الخارجية القطرية وعلى مدى عقود مضت على الكثير من رجالات قطر في هذا المضمار، بأن كانوا على موعد مع الولاء والوفاء لقطر المجد، في ظل الاهتمام المتواصل من قبل حكامها الذين أبلوا بلاء حسنا في تقديم قطر للعالم الخارجي بالصورة الحسنة والطيبة، التي يتمناها ويفخر بها الجميع. مسيرة حافلة بالعطاء: من هؤلاء سعادة شريدة بن سعد بن جبران الكعبي (من مواليد قطر عام 1943). الذي عمل في الدولة لفترة طويلة من الزمن. كان أبرزها العمل كوكيل لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية والاسكان منذ سنة 1989م وحتى 1995م، عندما كان يشار إليه بالبنان خلال عمله المشهود نظير خدمته للمواطن والمقيم في فترة وجوده بهذا المنصب، حيث ما زال أهل قطر يشيدون بفترة عمله إبّان حكم سمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني أمير قطر، الذي انتقل إلى رحمة الله في عام 2016م. وحينها كان يعرف بمساعدته للعجزة وكبار السن والأرامل (من أصحاب الشؤون) من سكان قطر، وكذلك حرصه الشديد على توفير أفضل الخدمات والمعاشات لهم قدر المستطاع، من أجل استقرار الجميع دون استثناء في وقت صدرت فيه التوجيهات السامية بالاهتمام بهذه الشريحة الاجتماعية وتوفير سبل الراحة لهم. عمله الدبلوماسي: عمل سعادة شريدة الكعبي في المجال الدبلوماسي لفترة طويلة كان خلالها من الامثلة الحية والنشطة للارتقاء بمستوى هذا العمل، وخاصة عبر عمله كسفير لدولة قطر في المملكة المتحدة، حيث كان من خيرة السفراء العرب في مدينة الضباب (لندن) فيما بين (1980 - 1989) فقد ترك بصمة كبيرة لا تكاد تنسى أثناء وجوده هناك. سواء من ناحية استقبال المواطنين وتذليل الصعوبات التي كانت تواجههم أو من ناحية توفير العلاج الطبي لهم بالمجان على حساب الدولة، ولا أخفي على القارئ الكريم أن فترته كانت تعد بمثابة العصر الذهبي لسفراء قطر المتميزين في أوروبا على الاطلاق، كما كان يقول عنها جميع أهل قطر. وحينها كانت (مارجريت ثاتشر) هي رئيسة وزراء بريطانيا، والتي شهدت فيها العلاقات القطرية البريطانية نموا مهما. وعمل الكعبي أيضا سفيرا في بعض الدول الأخرى مثل: الهند ومصر (1974 - 1978) وسفيرا لدى الجامعة العربية في تونس (1978 - 1980). وشغل بعض المناصب المهمة مثل: - عضو لجنة صياغة الدستور القطري الجديد. - عضو اللجنة الاستشارية لرؤساء دول مجلس التعاون الخليجي (1997 - 2006) - عضو رابطة رجال الأعمال القطريين وغرفة قطر للتجارة والصناعة. - عضو مجلس إدارة البنك الأهلي. - حاليا هو رجل أعمال ويشغل منصب رئيس شركة البلاغ للتجارة والمقاولات منذ سنة 1995م، وهي تعمل في مجال التجارة والمقاولات والنفط والغاز والمعدات الطبية والعلمية، بجانب حلول تقنية المعلومات والمشاريع المشتركة في قطر. ولعل أول الوظائف التي عمل بها شريدة الكعبي كانت في الفترة ما بين (1958 - 1974) في شركة نفط قطر، حيث تقلد عدة أعباء إدارية دنيا ووسطى. ودرس المرحلة الثانوية كما درس الحقوق في جامعة بيروت العربية لمدة سنتين. وشريدة الكعبي: يمتاز بصفات أخلاقية رفيعة يعلمها عنه الكثير، منها اهتمامه بصلة الأرحام والزيارات المتكررة لأهل قطر والمقيمين، بجانب تواجده باستمرار في جلسات العزاء ومواساة أبناء وطنه في كافة الظروف. والأهم من كل ذلك انه يمتاز بعلاقات واسعة مع أصحاب السعادة السفراء والوزراء وشيوخ قطر وكبار الشخصيات والأعيان، حيث يتردد عليهم باستمرار سواء كان ذلك في المناسبات الاجتماعية كالأعياد وحفلات الزواج وغيرها من الظروف والأحداث الاخرى داخل المجتمع، وهو حقا من النماذج القطرية التي تمتاز بالوفاء والعطاء المتدفق لهذا الوطن الذي يحبه حتى النخاع. كلمة أخيرة: الحديث عن مثل هذه النماذج الوطنية التي تشرّفت بها قطر يجعلنا نفخر بها، بفعل مسيرتها المعطاءة التي يجب التذكير بها، وهي على قيد الحياة مع الاشارة لمناقبها ودورها الاجتماعي على وجه الخصوص. وشريدة الكعبي أبرزها على الاطلاق. [email protected]