11 سبتمبر 2025
تسجيلولد الشيخ يوسف بن عيسى القناعي عام 1878م، وهو أحد أقطاب الحركة العلمية والفكرية في الكويت، وكان الشيخ يوسف من أوائل رجالات التعليم والإفتاء في الكويت، تلقى مبادئ العلوم والخط في الكويت، ثم سافر إلى الإحساء عام 1903م، فدرس النحو واللغة والفقه والحديث، وبعد ذلك إلى مكة 1904م، وأقام فيها سنتين لقي خلالهما كبار العلماء. عرف بإخلاصه للكويت، وحرص على نهضتها، وكان ذا ثروة فجاد بثروته ووقته وعمله لوطنه ومواطنيه.يعد الشيخ ابن عيسى - مع غيره من رجال التعليم في الكويت- من مؤسسي أول مدرسة نظامية في الكويت (المدرسة المباركية)، وعين ناظراً لها ومدرساً فيها بعد افتتاحها عام 1911م. وكان له أثر عظيم في انبثاق الأفكار الحرة والعلوم النافعة في سمائها. قام بالعديد من الإصلاحات التعلمية والدينية.وكان الشيخ يوسف بن عيسى القناعي من دعاة الإصلاح التعليمي فقد دعا إلى تعليم المرأة في المجتمع الكويتي، حيث أنه لقى معارضة من بعض العناصر. وكان الرجل هو الذي طالب بتعليم المرأة لأنه كان يؤمن بقول شوقي: وإذا النساء نشأن في أميـــــة رضع الرجال جهالة وخمولا.ومن أبرز مؤلفاته: 1- صفحات من تاريخ الكويت. وقد ألفه الشيخ لتلاميذه في المدارس، ولكنه أصبح مصدراً مهماً في تاريخ الكويت.2-المذكرة الفكرية للدراسة الإبتدائية اسهاماته التربوية:إلى جانب اسهاماته في تأسيس مدرستي المباركية والأحمدية فقد شهدت نهاية 1910م وبداية 1911م نقلة في تاريخ التعليم في الكويت ، ففي هذه الفترة اجتمع علماء الكويت في ديوان الشيخ يوسف، وقد خطب الشيخ ياسين الطبطبائى في الحضور داعياً إياهم إلى الاقتداء برسول الله (ص) ومعرفة سيرته وتعلمها وقال مامعناه: لا يمكن للقوم أن يتعلموا مالم يكن لهم مدارس ومعلمون.... وطلب إليهم التعاون على فتح المدارس المفيدة ليبعدوا الأمية عن أنفسهم. كان ذلك الحديث أساس الفكرة التي إلتقطها الشيخيوسف وبدأ في جمع التبرعات من الميسورين لفتح مدرسة جديدة فاستجاب لهؤلاء فجمع أهل الكويت 78 ألف روبية وفعلاً تم بناء المدرسة المباركية.دوره في إنشاء المجلس الأعلى للمعارف : في عام 1936م رأى الشيخ يوسف- ومعه نخبة من رواد التعليم في الكويت- أن المدارس الموجودة لا تؤدي إلى الفائدة المطلوبة في البلاد من الاستعداد لعصر النفط بعد أن كان عصر اللؤلؤ قد انتهى، أضف إلى ذلك الأزمات الاقتصادية العالمية التي امتدت آثارها إلى الكويت، فاجتمع الشيخ يوسف مع رجالات الكويت آنذاك واقترح هؤلاء زيادة نسبة الجمارك إلى 5% على أن يكون للدولة 05،0% لدائرة البلدية التي كانت قيد الإنشاء 05،0% للتعليم فوافق حاكم البلاد على ذلك وإجلالاً لهؤلاء الرجال وتثميناً لجهودهم أصدر الشيخ أحمد الجابر قراراً بتشكيل مجلس المعارف، وتم انتخاب المجلس واختير الشيخ يوسف بن عيسى القناعيعضواً من أعضاء المجلس.الشيخ يوسف والقضاء والإفتاء: للشيخ يوسف بن عيسى إسهام كذلك في مجال الإفتاء، ففي عام 1353هـ أجمع الناس على الرضاء بالمرحوم مسؤولاً ومجيباً على أسئلتهم الدينية والاجتماعية في عقيدتهم وعباداتهم وعلاقاتهم، فكان رحمة الله عليه نعم المجيب، يلتمس للناس الأيسر والأسهل ويقول كما قال سلفه: العامي لا مذهب له. ومن الإنصاف أن نذكر أن الشيخ يوسفهو أول من أفتى في هذا البلد أن طلاق الثلاث في مجلس واحد يعتبر واحدة.وهكذا كان الشيخ يوسف بن عيسى القناعي لا يتوانى في بذل أي جهد سواء كان كبيراً أو صغيراً في مجال العلم والتعليم حتى أثمر هذا الجهد نهضة ورقي مستوى التعليم والتعلم في دولة الكويت إلى أن انتقل الشيخ يوسف إلى جوار ربه عام 1973م.هذا وبالله التوفيق