نبوءة درب الزلق!

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عندما كنت أتسوق مع عائلتي بمول كبير، سمعنا نباح جرو بالقرب! فأخذت بعاتقي يمينًا وشمالًا أين هذا الكلب؟ وإذا هو طفل مريض يسعل بشدة، وقد قطع قلبي نباحه، والسعلة تخرج من صدره، وأبوه يدخن السيجارة، وهو على سنجة عشرة، وفي الأثناء أرجعني نباحه بذاكرتي للماضي بقواطي مسلسل درب الزلق، وقلـت في بادئ الأمر، لاشك إنه لحم الكلاب والجـيّـف والحمير المنتشرة هذه الأيام، والتي تكلمت عنها الصحف، وما سمعنا من هنا أو هناك، فربما مطعم قدم لزبائنه الآدميين لحم كلاب، أو ربما خبر الدولة المجاورة التي كبشت على دفعة من لحم الكلاب المستورد "المعلب"، وقد أوشكت دخول أسواقنا الخليجية، وقد وضعت عليها بالخطأ جملة "لحم بقر متبل"، وبعد البحث والتقصي اتضح أن المصدر دولة آسيوية معروفة، وأن نفس المصنع الذي يصنع لحم الكلاب، يصنع لحم بقر للآدميين، لكن بخط سير مختلف. كان حلمًا أن نرى كبسة بقواطي "معلب"، وكان كامتلاك أرض بسطح القمر، أما اليوم فأقول إن النبوءة قد صدقت وصدق مسلسل "درب الزلق" الكويتي، وها نحن نرى كل شيء بات معلبًا بقواطي، ولم يبق شيء لم يقوطوه لنا، حتى الهامبرجر أكل الخواجات أصبح معلبًا ويباع بماكينة البيع الذاتي، ولم أستغرب عندما وقفت شاحنة تسويق بجانب سيارتي، والإعلان الكبير قد أخفى معالمها، وهو يشير إلى صورة سيدة خليجية مبتسمة تفتح علبة فلين قد سحب منها الهواء، وقد كتب عليها "لاداعي للطبخ والنفخ سيدتي" فقط افتحي العلبة وسخنيها وقدميها لزوجك.وأزيد من البيت شعرًا، إنه أثناء وجودي بدولة خليجية، وجدت المطبخ الخليجي العتيق معلبا بقواطي، وما عليك إلا أن تختار أيها المحتار، من البرياني والمشخول والهريس والمفلق، وكافة الطبخات الشعبية. أين أنت ياعلي المفيدي، وأين أنت ياخالد النفيسي "رحمكم الله"، إذ كنتم تمزحون وتضحكون ببيع اللحوم والطبخات بعلب، وها هو أصبح حقيقة، وكل شيء أصبح بقواطي، وسيقل تعب الطبخ برمضان، ولا داعي لطلب خادمة مؤقتة، وماعلى الزوجة، إلا أن تشاهد كل القنوات وتـتفرغ لزوجها.